﴿صَبَرُواْ حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ﴾ إِلَى الصَّلَاة ﴿لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ﴾ لأعتق ذَرَارِيهمْ ونساءهم كلهم ففدى النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نصفهم وَأعْتق نصفهم ﴿وَالله غَفُورٌ﴾ لمن تَابَ مِنْهُم ﴿رَحِيم﴾ حِين لم يعجلهم بالعقوبة
﴿يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا إِن جَآءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ﴾ نزلت هَذِه الْآيَة فى الْوَلِيد بن عقبَة ابْن أَبى معيط بَعثه النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى بني المصطلق ليجيء بِصَدَقَاتِهِمْ فَرجع من الطَّرِيق وَجَاء بِخَبَر قَبِيح وَقَالَ انهم أَرَادوا قَتْلَى فَأَرَادَ النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَصْحَابه أَن يغزوهم فنهاهم الله عَن ذَلِك فَقَالَ يأيها الَّذين آمنُوا بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن إِن جَاءَكُم فَاسق مُنَافِق الْوَلِيد بن عقبَة بِنَبَأٍ بِخَبَر عَن بني المصطلق ﴿فَتَبَيَّنُوا﴾ قفوا حَتَّى يتَبَيَّن لكم مَا جَاءَ بِهِ أصدق هُوَ أم كذب ﴿أَن تُصِيبُواْ﴾ لكَي لَا تقتلُوا ﴿قَوْمَاً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُواْ﴾ فتصيروا ﴿على مَا فَعَلْتُمْ﴾ بِقَتْلِهِم ﴿نَادِمِينَ﴾
﴿وَاعْلَمُوا﴾ يَا معشر الْمُؤمنِينَ ﴿أَنَّ فِيكُمْ﴾ مَعكُمْ ﴿رَسُولَ الله لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الْأَمر﴾ فِيمَا تأمرونه ﴿لَعَنِتُّمْ﴾ لأثمتم ﴿وَلَكِن الله حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَان﴾ الْإِقْرَار بِاللَّه وبالرسول ﴿وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ﴾ حسنه إِلَى قُلُوبكُمْ ﴿وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ﴾ بغض إِلَيْكُم ﴿الْكفْر﴾ الْجُحُود بِاللَّه وَالرَّسُول ﴿والفسوق﴾ النِّفَاق ﴿والعصيان﴾ جملَة الْمعاصِي ﴿أُولَئِكَ﴾ أهل هَذِه الصّفة ﴿هُمُ الراشدون﴾ المهتدون
﴿فَضْلاً مِّنَ الله﴾ منّا من الله عَلَيْهِم ﴿وَنِعْمَةً﴾ رَحْمَة ﴿وَالله عَلِيمٌ﴾ بكرامة الْمُؤمنِينَ ﴿حَكِيمٌ﴾ فِيمَا جعل فِي قُلُوبهم حب الْإِيمَان وبغض الْكفْر والفسوق والعصيان
﴿وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ الْمُؤمنِينَ اقْتَتَلُوا﴾ نزلت هَذِه الْآيَة فِي عبد الله بن أبي ابْن سلول الْمُنَافِق وَأَصْحَابه وَعبد الله بن رَوَاحَة المخلص وَأَصْحَابه فِي كَلَام كَانَ بَينهمَا فتنازعا واقتتل بَعضهم بَعْضًا فنهاهم الله عَن ذَلِك وَأمرهمْ بِالصُّلْحِ فَقَالَ وَإِن طَائِفَتَانِ فرقتان من الْمُؤمنِينَ اقْتَتَلُوا قَاتل بَعضهم بَعْضًا ﴿فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا﴾ بِكِتَاب الله ﴿فَإِن بَغَتْ﴾ استطالت وظلمت ﴿إِحْدَاهُمَا﴾ قوم عبد الله بن أبي ابْن سلول ﴿على الْأُخْرَى﴾ على قوم عبد الله بن رَوَاحَة الْأنْصَارِيّ وَلم يرجع إِلَى الصُّلْح بِالْقُرْآنِ ﴿فَقَاتلُوا الَّتِي تبغي﴾ تستطيل وتظلم ﴿حَتَّى تفيء﴾ ترجع ﴿إِلَى أَمْرِ الله﴾ إِلَى الصُّلْح بِكِتَاب الله (فَإِن فَآءَتْ) رجعت إِلَى الصُّلْح بِكِتَاب الله ﴿فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وأقسطوا﴾ اعدلوا بَينهمَا ﴿إِنَّ الله يُحِبُّ المقسطين﴾ العادلين بِكِتَاب الله العاملين بِهِ
﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ فِي الدّين ﴿فَأَصْلِحُواْ بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ﴾ بِكِتَاب الله ﴿وَاتَّقوا الله﴾ اخشوا الله فِيمَا أَمركُم من الصُّلْح ﴿لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ لكَي ترحموا فَلَا تعذبوا
﴿يَا أَيهَا الَّذين آمَنُواْ لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ﴾ نزلت هَذِه الْآيَة فى ثَابت ابْن قيس بن شماس حَيْثُ ذكر رجلا من الْأَنْصَار بِسوء ذكر أما كَانَت لَهُ يعير بهَا فِي الْجَاهِلِيَّة فَنَهَاهُ الله عَن ذَلِك يأيها الَّذين آمنُوا بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن يَعْنِي ثَابتا لَا يسخر قوم من قوم على قوم ﴿عَسى أَن يَكُونُواْ خَيْراً مِنْهُم﴾ عِنْد الله أفضل نَصِيبا ﴿وَلاَ نِسَآءٌ مِّن نِّسَآءٍ﴾ نزلت هَذِه الْآيَة فى امْرَأتَيْنِ من نسَاء النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سخرتا بِأم سَلمَة زوج النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فنهاهم الله عَن ذَلِك فَقَالَ وَلَا نسَاء من نسَاء ﴿عَسى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ﴾ عِنْد الله وَأفضل نَصِيبا ﴿وَلاَ تلمزوا أَنفُسَكُمْ﴾ لَا تعيبوا أَنفسكُم يَعْنِي إخْوَانكُمْ من الْمُؤمنِينَ وَلَا تطعنوا بَعْضكُم بَعْضًا بالغيبة ﴿وَلاَ تَنَابَزُواْ بِالْأَلْقَابِ﴾ لَا تطعنوا بَعْضكُم بَعْضًا باللقب وَاسم الْجَاهِلِيَّة ﴿بِئْسَ الِاسْم الفسوق﴾ بئس التَّسْمِيَة لأخيك يَا يَهُودِيّ وَيَا نَصْرَانِيّ وَيَا مَجُوسِيّ ﴿بَعْدَ الْإِيمَان﴾ بعد مَا آمن وَترك ذَلِك ﴿وَمَن لَّمْ يَتُبْ﴾ من تَسْمِيَة أَخِيه يَا يَهُودِيّ وَيَا نَصْرَانِيّ وَيَا مَجُوسِيّ والتلقب والتنابز بعد الْإِيمَان ﴿فَأُولَئِك هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ الضارون لأَنْفُسِهِمْ بالعقوبة نزلت هَذِه الْآيَة


الصفحة التالية
Icon