أَو مَجْنُون ﴿مَآ أَتَى الَّذين مِن قَبْلِهِمْ﴾ من قبل قَوْمك ﴿مِّن رَّسُولٍ﴾ دعاهم إِلَى الله ﴿إِلاَّ قَالُواْ﴾ لذَلِك الرَّسُول ﴿سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ﴾
﴿أَتَوَاصَوْاْ بِهِ﴾ أتوافق كل قوم على أَن قَالُوا لرسولهم سَاحر أَو مَجْنُون ﴿بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ﴾ كافرون
﴿فَتَوَلَّ عَنْهُمْ﴾ فَأَعْرض عَنْهُم يَا مُحَمَّد ﴿فَمَآ أَنتَ بِمَلُومٍ﴾ بمذموم عندنَا قد أعذرت وأبلغت ثمَّ أَمر بعد ذَلِك بِالْقِتَالِ
﴿وَذَكِّرْ﴾ عظ بِالْقُرْآنِ ﴿فَإِنَّ الذكرى﴾ العظة بِالْقُرْآنِ ﴿تَنفَعُ الْمُؤمنِينَ﴾ تزيد الْمُؤمنِينَ صلاحاً
﴿وَمَا خلقت الْجِنّ وَالْإِنْس إِلَّا ليعبدون﴾ ليطيعون وَهَذَا أَمر خَاص لأهل طَاعَته وَيُقَال لَو خلقهمْ لِلْعِبَادَةِ مَا عصوا رَبهم طرفَة عين وَقَالَ عَليّ بن أبي طَالب مَا خلقتهمْ إِلَّا أَن آمُرهُم وأكلفهم وَيُقَال وَمَا خلقت الْجِنّ وَالْإِنْس إِلَّا ليعبدون إِلَّا أَمرتهم أَن يوحدونى ويعبدونى
﴿مَآ أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ﴾ لم أكلفهم أَن يرزقو أنفسهم ﴿وَمَآ أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ﴾ وَلم أكلفهم أَن يعينوني على أَرْزَاقهم
﴿إِنَّ الله هُوَ الرَّزَّاق﴾ لِعِبَادِهِ ﴿ذُو الْقُوَّة﴾ على أعدائه ﴿المتين﴾ الشَّديد الْعقُوبَة لَهُم
﴿فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ﴾ كفار مَكَّة ﴿ذَنُوباً﴾ عذَابا بعضه على أثر بعض ﴿مِّثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ﴾ مثل عَذَاب الَّذين كَانُوا من قبلهم ﴿فَلاَ يَسْتَعْجِلُونِ﴾ بِالْعَذَابِ والهلاك
﴿فويل﴾ شدَّة عَذَاب ﴿للَّذين كفرُوا﴾ بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن ﴿مِن يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ﴾ يخوفون فِيهِ من الْعَذَاب الَّذِي بَين فِي سُورَة الطّور
وَمن السُّورَة الَّتِى يذكر فِيهَا الطّور وهى كلهَا مَكِّيَّة آياتها ثَمَان وَأَرْبَعُونَ وكلماتها ثَمَانمِائَة وثنتا عشرَة كلمة وحروفها ألف وَخَمْسمِائة
﴿بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم﴾
وبإسناده عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى ﴿وَالطور﴾ يَقُول أقسم الله بجبل زبير وكل جبل فَهُوَ طور بِلِسَان السريانية والقبط وَلَكِن عَنى الله بِهِ الْجَبَل الَّذِي كلم الله عَلَيْهِ مُوسَى وَهُوَ جبل مَدين واسْمه زبير أقسم الله بِهِ
﴿وَكِتَابٍ مُّسْطُورٍ﴾ وَأقسم باللوح الْمَحْفُوظ مَكْتُوب فِيهِ أَعمال بني آدم
﴿فِي رَقٍّ﴾ يَعْنِي أديماً ﴿مَّنْشُورٍ﴾ مَكْتُوب فِي صحف مَفْتُوحَة يَقْرَأها بَنو آدم يَوْم الْقِيَامَة وَهُوَ ديوَان الْحفظَة
﴿وَالْبَيْت الْمَعْمُور﴾ وَأقسم بِالْبَيْتِ الْمَعْمُور بِالْمَلَائِكَةِ وَهُوَ فِي السَّمَاء السَّادِسَة بحيال الْكَعْبَة مَا بَينه وَبَين الْكَعْبَة إِلَى تخوم الْأَرْضين السَّابِعَة حرم يدْخل فِيهِ كل يَوْم سَبْعُونَ ألف ملك لَا يعودون إِلَيْهِ أبدا وَهُوَ الْبَيْت الَّذِي بناه آدم وَرفع إِلَى السَّمَاء السَّادِسَة من الطوفان وَهُوَ يُسمى الضراح وَهُوَ مُقَابل الْكَعْبَة
﴿والسقف الْمَرْفُوع﴾ وَأقسم بالسماء المرفوعة فَوق كل شىء
﴿وَالْبَحْر الْمَسْجُور﴾ وَأقسم بالبحر الممتلىء وَهُوَ بَحر فَوق السَّمَاء السَّابِعَة تَحت عرش الرَّحْمَن يُسمى الْحَيَوَان يحيي الله بِهِ الْخَلَائق يَوْم الْقِيَامَة وَيُقَال وَالْبَحْر الْمَسْجُور هُوَ بَحر حَار يصير نَارا وَيفتح فِي جَهَنَّم يَوْم الْقِيَامَة أقسم الله بِهَذِهِ الْأَشْيَاء
﴿إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ﴾ يَوْم الْقِيَامَة ﴿لَوَاقِعٌ﴾ لكائن نَازل على قُرَيْش
﴿مَاله﴾ للعذاب ﴿مِن دَافِعٍ﴾ من مَانع
﴿يَوْمَ تَمُورُ السمآء﴾ تَدور السَّمَاء ﴿مَوْراً﴾ بِأَهْلِهَا دوراناً كدوران الرحا وتموج الْخَلَائق بَعضهم فِي بعض من الهول
﴿وَتَسِيرُ الْجبَال﴾ على وَجه الأَرْض ﴿سَيْراً﴾ كسير السَّحَاب فِي الْهَوَاء
﴿فَوَيْلٌ﴾ شدَّة الْعَذَاب ﴿يَوْمَئِذٍ﴾ وَهُوَ يَوْم الْقِيَامَة ﴿للمكذبين﴾ بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن وَهُوَ أَبُو جهل وَأَصْحَابه
﴿الَّذين هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ﴾ فِي بَاطِل يَخُوضُونَ
﴿يَوْمَ يُدَعُّونَ﴾ يدْفَعُونَ ﴿إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا﴾ دفعا تدفعهم الْمَلَائِكَة وتجرهم على وُجُوههم إِلَى جَهَنَّم وَتقول لَهُم الزَّبَانِيَة
﴿هَذِه النَّار الَّتِي كُنتُم بِهَا﴾ فِي الدُّنْيَا ﴿تُكَذِّبُونَ﴾ أَنَّهَا لَا تكون
﴿أَفَسِحْرٌ هَذَا﴾ هَذَا الْيَوْم