﴿لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَة تَسْمِيَةَ الْأُنْثَى﴾ يجعلونهم بَنَات الله
﴿وَمَا لَهُم بِهِ﴾ بِمَا يَقُولُونَ ﴿مِنْ عِلْمٍ﴾ من حجَّة وَلَا بَيَان ﴿إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّن﴾ مَا يَقُولُونَ إِلَّا الظَّن يَعْنِي بِغَيْر يَقِين يفترون ﴿وَإِنَّ الظَّن﴾ وَإِن عبَادَة الظَّن وَقَول الظَّن ﴿لاَ يُغْنِي مِنَ الْحق﴾ من عَذَاب الله ﴿شَيْئاً﴾
﴿فَأَعْرِضْ﴾ وَجهك يَا مُحَمَّد ﴿عَن مَّن تولى﴾ أعرض ﴿عَن ذِكْرِنَا﴾ عَن توحيدنا وَكِتَابنَا ﴿وَلَمْ يُرِدْ﴾ بِعَمَلِهِ ﴿إِلاَّ الْحَيَاة الدُّنْيَا﴾ مَا فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا يَعْنِي أَبَا جهل وَأَصْحَابه
﴿ذَلِك مَبْلَغُهُم مِّنَ الْعلم﴾ هَذَا غَايَة علمهمْ وعقلهم ورأيهم إِذْ قَالُوا إِن الْمَلَائِكَة والأصنام بَنَات الله وَإِن الْآخِرَة لَا تكون ﴿إِنَّ رَبَّكَ﴾ يَا مُحَمَّد ﴿هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ﴾ عَن دينه يَعْنِي أَبَا جهل وَأَصْحَابه ﴿وَهُوَ أعلم بِمن اهْتَدَى﴾ لدينِهِ يعْنى أَبَا بكر
﴿وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَات﴾ من الْخلق ﴿وَمَا فِي الأَرْض﴾ من الْخلق كلهم عبيد الله ﴿ليجزي الَّذين أساؤوا﴾ أشركوا ﴿بِمَا عَمِلُواْ﴾ فِي شركهم ﴿وَيِجْزِيَ الَّذين أَحْسَنُواْ﴾ وحدوا ﴿بِالْحُسْنَى﴾ بِالتَّوْحِيدِ الْجنَّة
ثمَّ بَين عَمَلهم فِي الدُّنْيَا فَقَالَ ﴿الَّذين يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْم﴾ يَعْنِي الشّرك بِاللَّه والعظائم من الذُّنُوب ﴿وَالْفَوَاحِش﴾ الزِّنَا والمعاصي ﴿إِلاَّ اللمم﴾ إِلَّا النّظر والغمزة واللمزة يلوم بهَا نَفسه وَيَتُوب عَنْهَا وَيُقَال إِلَّا التَّزْوِيج ﴿إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَة﴾ لمن تَابَ من الْكَبَائِر والصغائر ﴿هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ﴾ مِنْكُم من أَنفسكُم ﴿إِذْ أَنشَأَكُمْ﴾ خَلقكُم ﴿مِّنَ الأَرْض﴾ من آدم وآدَم من تُرَاب وَالتُّرَاب من الأَرْض ﴿وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ﴾ صغَار ﴿فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ﴾ قد علم الله فِي هَذِه الْأَحْوَال مَا يكون مِنْكُم ﴿فَلاَ تزكوا أَنفُسَكُمْ﴾ فَلَا تبرئوا أَنفسكُم من الذُّنُوب ﴿هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقى﴾ من الْمعْصِيَة وَأصْلح
﴿أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تولى﴾ أعرض عَن نَفَقَته وصدقته على فُقَرَاء أَصْحَاب مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
﴿وَأعْطى قَلِيلاً﴾ يَسِيرا فِي الله ﴿وأكدى﴾ قطع نَفَقَته وصدقته فِي سَبِيل الله
﴿أَعِندَهُ عِلْمُ الْغَيْب﴾ اللَّوْح الْمَحْفُوظ ﴿فَهُوَ يرى﴾ صَنِيعه فِيهِ إِنَّه كَمَا صنع نزلت هَذِه الْآيَة فِي عُثْمَان بن عَفَّان وَكَانَ كثير النَّفَقَة وَالصَّدَََقَة على أَصْحَاب النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلَقِيَهُ عبد الله بن سعد بن أبي سرح فَقَالَ لَهُ أَرَاك تنْفق على هَؤُلَاءِ مَالا كثيرا فَأَخَاف أَن تبقى بِلَا شَيْء فَقَالَ لَهُ عُثْمَان لي خَطَايَا وذنوب كَثِيرَة أُرِيد تكفيرها ورضا الرب فَقَالَ لَهُ عبد الله أَعْطِنِي زِمَام نَاقَتك وأحمل عَنْك مَا يكون عَلَيْك من الذُّنُوب والخطايا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة فَأعْطَاهُ زِمَام نَاقَته وَاقْتصر عَن نَفَقَته وصدقته فَنزلت فِيهِ هَذِه الْآيَة
﴿أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ﴾ يخبر فِي الْقُرْآن ﴿بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى﴾
﴿وَإِبْرَاهِيمَ﴾ فِي التَّوْرَاة وصحف إِبْرَاهِيم يَقُول ﴿الَّذِي وفى﴾ يَعْنِي إِبْرَاهِيم الَّذِي بلغ رسالات ربه وَعمل بِمَا أَمر بِهِ وَيُقَال وَفِي رُؤْيَاهُ
﴿أَلاَّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾ يَقُول لَا تحمل حاملة حمل أُخْرَى مَا عَلَيْهَا من الذَّنب وَيُقَال لَا تعذب نفس بذنب نفس أُخْرَى
﴿وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ﴾ يَوْم الْقِيَامَة ﴿إِلاَّ مَا سعى﴾ إِلَّا مَا عمل من الْخَيْر وَالشَّر فى الدُّنْيَا
﴿وَأَنَّ سَعْيَهُ﴾ عمله ﴿سَوْفَ يرى﴾ فِي ديوانه وميزانه
﴿ثُمَّ يُجْزَاهُ الجزآء الأوفى﴾ الأوفر بالْحسنِ حسنا وبالسيىء سَيِّئًا
﴿وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهى﴾ مرجع الْخَلَائق بعد الْمَوْت ومصيرهم فِي الْآخِرَة
﴿وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ﴾ أهل الْجنَّة بِمَا يسرهم من الْكَرَامَة ﴿وأبكى﴾ أهل النَّار بِمَا يحزنهم من الهوان
﴿وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ﴾ فِي الدُّنْيَا ﴿وَأَحْيَا﴾ للبعث وَيُقَال أمات الْآبَاء وَأَحْيَا الْأَبْنَاء
﴿وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ﴾ الصِّنْفَيْنِ ﴿الذّكر وَالْأُنْثَى﴾
﴿مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تمنى﴾ تهراق فِي رحم الْمرْآة وَيُقَال تخلق
﴿وَأَنَّ عَلَيْهِ النشأة الْأُخْرَى﴾ الْخلق الآخر بِالْبَعْثِ
﴿وَأَنَّهُ هُوَ أغْنى﴾ نَفسه عَن خلقه ﴿وأقنى﴾ أفقر خلقه إِلَى نَفسه وَيُقَال إِنَّه هُوَ أغْنى أرْضى خلقه وأقنى أقنع وَيُقَال