من يعِيش مائَة سنة أَو ثَمَانِينَ سنة أَو خمسين سنة أَو أقل أَو أَكثر من ذَلِك ﴿وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ﴾ بعاجزين
﴿على أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ﴾ نهلككم ونأتي بغيركم خيرا مِنْكُم وأطوع لله ﴿وَنُنشِئَكُمْ﴾ نخلقكم يَوْم الْقِيَامَة ﴿فِي مَا لاَ تَعْلَمُونَ﴾ فِي صُورَة لَا تعرفُون سود الْوُجُوه زرق الْأَعْين وَيُقَال فِي صُورَة القردة والخنازير وَيُقَال نجْعَل أرواحكم فِيمَا لَا تعلمُونَ فِيمَا لَا تصدقُونَ وَهِي النَّار
﴿وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ﴾ يَا أهل مَكَّة ﴿النشأة الأولى﴾ الْخلق الأول فِي بطُون الْأُمَّهَات وَيُقَال خلق آدم ﴿فَلَوْلاَ تَذَكَّرُونَ﴾ فَهَلا تتعظون بالخلق الأول فتؤمنوا بالخلق الآخر
﴿أَفَرَأَيْتُم مَا تَحْرُثُونَ﴾ تبذرون من الْحُبُوب
﴿أأنتم﴾ يَا أهل مَكَّة ﴿تَزْرَعُونَهُ﴾ تنبتونه ﴿أَمْ نَحْنُ الزارعون﴾ المنبتون
﴿لَوْ نَشَآءُ لَجَعَلْنَاهُ﴾ يَعْنِي الزَّرْع ﴿حُطَاماً﴾ يَابسا بعد خضرته ﴿فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ﴾ فصرتم تعْجبُونَ من يبوسته وهلاكه وتقولون
﴿إِنَّا لَمُغْرَمُونَ﴾ معذبون بِهَلَاك زروعنا
﴿بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ﴾ حرمنا مَنْفَعَة زروعنا وَيُقَال محاربون
﴿أَفَرَأَيْتُمُ المآء﴾ العذب ﴿الَّذِي تَشْرَبُونَ﴾ وتسقون دوابكم وجناتكم
﴿أأنتم﴾ يَا أهل مَكَّة ﴿أَنزَلْتُمُوهُ﴾ المَاء العذب ﴿مِنَ المزن﴾ من السَّحَاب عَلَيْكُم ﴿أَمْ نَحْنُ المنزلون﴾ بل نَحن المنزلون عَلَيْكُم لَا أَنْتُم
﴿لَوْ نَشَآءُ جَعَلْنَاهُ﴾ يَعْنِي المَاء العذب ﴿أُجَاجاً﴾ مراماً لحاً زعاقاً ﴿فَلَوْلاَ تَشْكُرُونَ﴾ فَلَا تشكرون عذوبته فتؤمنوا بِهِ
﴿أَفَرَأَيْتُمُ النَّار الَّتِي تُورُونَ﴾ تقدحون عَن كل عود غير الْعنَّاب وَهُوَ الشّجر الْأَحْمَر
﴿أأنتم﴾ يَا أهل مَكَّة ﴿أَنشَأْتُمْ﴾ خلقْتُمْ ﴿شَجَرَتَهَآ﴾ شَجَرَة النَّار ﴿أَمْ نَحْنُ المنشئون﴾ الْخَالِقُونَ
﴿نَحْنُ جَعَلْنَاهَا﴾ هَذِه النَّار ﴿تَذْكِرَةً﴾ عظة النَّار الْآخِرَة ﴿وَمَتَاعاً﴾ مَنْفَعَة لِّلْمُقْوِينَ الْمُسَافِرين فِي الأَرْض القواء وَهِي القفر الَّذين فني زادهم
﴿فَسَبِّحْ باسم رَبِّكَ الْعَظِيم﴾ فصل باسم رَبك الْعَظِيم وَيُقَال اذكر تَوْحِيد رَبك الْعَظِيم
﴿فَلاَ أُقْسِمُ﴾ يَقُول أقسم ﴿بِمَوَاقِعِ النُّجُوم﴾ بنزول الْقُرْآن على مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نجوماً نجوماً وَلم ينزله جملَة وَاحِدَة
﴿وَإِنَّهُ﴾ يَعْنِي الْقُرْآن ﴿لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ﴾ لَو تصدقُونَ وَيُقَال فَلَا أقسم يَقُول أقسم بمواقع النُّجُوم بمساقط النُّجُوم عِنْد الْغَدَاة وَإنَّهُ وَالَّذِي ذكرت لقسم عَظِيم لَو تعلمُونَ لَو تصدقُونَ
﴿إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ﴾ شرِيف حسن
﴿فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ﴾ فِي اللَّوْح الْمَحْفُوظ مَكْتُوب وَلِهَذَا كَانَ الْقسم
﴿لاَّ يَمَسُّهُ﴾ يَعْنِي اللَّوْح الْمَحْفُوظ ﴿إِلاَّ الْمُطهرُونَ﴾ من الْأَحْدَاث والذنُوب فهم الْمَلَائِكَة وَيُقَال لَا يعْمل بِالْقُرْآنِ إِلَّا الموفقون
﴿تَنزِيلٌ﴾ تكليم ﴿مِّن رَّبِّ الْعَالمين﴾ على مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
﴿أفبهذا الحَدِيث﴾ أَي الْقُرْآن الَّذِي يقْرَأ عَلَيْكُم مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ﴿أَنتُمْ﴾ يَا أهل مَكَّة ﴿مُّدْهِنُونَ﴾ مكذبون أَنه لَيْسَ كَمَا قَالَ من الْجنَّة وَالنَّار والبعث والحساب
﴿وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ﴾ تَقولُونَ للمطر الَّذِي سقيتم ﴿أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ﴾ تَقولُونَ سقينا بالنوء الْفُلَانِيّ
﴿فَلَوْلاَ إِذَا بَلَغَتِ﴾ الرّوح ﴿الْحُلْقُوم﴾ يَعْنِي نفس الْجَسَد إِلَى الْحُلْقُوم
﴿وَأَنتُمْ﴾ يَا أهل مَكَّة ﴿حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ﴾ مَتى تخرج نَفسه
﴿وَنحن أقرب إِلَيْهِ﴾ ملك الْمَوْت وأعوانه أقرب إِلَى الْمَيِّت ﴿مِنكُمْ﴾ من أَهله ﴿وَلَكِن لاَّ تُبْصِرُونَ﴾ ملك الْمَوْت وأعوانه
﴿فَلَوْلاَ﴾ فَهَلا ﴿إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ﴾ غير ملومين وَغير مجازين ومحاسبين
﴿تَرْجِعُونَهَآ﴾ روح الْجَسَد إِلَى الْجَسَد ﴿إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾ أَنكُمْ غير مدينين
﴿فَأَمَّآ إِن كَانَ مِنَ المقربين﴾ إِلَى جنَّة عدن
﴿فَرَوْحٌ﴾ فراحة لَهُم فِي الْقَبْر وَيُقَال رَحْمَة إِن قَرَأت بِضَم الرَّاء ﴿وَرَيْحَانٌ﴾ إِذا خَرجُوا من الْقُبُور وَيُقَال رزق ﴿وجنة نَعِيمٍ﴾ يَوْم الْقِيَامَة لَا يفنى نعيمها
﴿وَأَمَّآ إِن كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمين﴾ من أهل الْجنَّة فكلهم اصحاب الْيَمين
﴿فَسَلاَمٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمين﴾ فسلام لَك وَأمن لَك من أهل الْجنَّة قد سلم الله أَمرهم ونجاهم وَيُقَال يسلم عَلَيْك أهل الْجنَّة
﴿وَأَمَّآ إِن كَانَ مِنَ المكذبين﴾ بِاللَّه وَالرَّسُول وَالْكتاب ﴿الضآلين﴾ عَن الْإِيمَان
﴿فَنُزُلٌ﴾ فطعامهم من زقوم وشرابهم