صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أهل مَكَّة عَام الْحُدَيْبِيَة قبل هَذِه الْآيَة على أَن من دخل منا فِي دينكُمْ فَهُوَ لكم وَمن دخل فى ديننَا فَهُوَ رد إِلَيْكُم وَأَيّمَا امْرَأَة دخلت منا فى دينكُمْ فهى لكم وتؤدون مهرهَا إِلَى زَوجهَا وَأَيّمَا امْرَأَة مِنْكُم دخلت فِي ديننَا فيؤدى مهرهَا إِلَى زَوجهَا فَلذَلِك أعْطى النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مهر سبيعة لزَوجهَا مُسَافر ﴿وَلاَ جُنَاحَ﴾ لَا حرج ﴿عَلَيْكُمْ﴾ يَا معشر الْمُؤمنِينَ ﴿أَن تَنكِحُوهُنَّ﴾ أَن تتزوجوهن يَعْنِي اللَّاتِي دخلن فِي دينكُمْ من الْكفَّار ﴿إِذَآ آتَيْتُمُوهُنَّ﴾ أعطيتموهن ﴿أُجُورَهُنَّ﴾ مهورهن يَقُول أَيّمَا امْرَأَة أسلمت وَزوجهَا كَافِر فقد انْقَطع مَا بَينهَا وَبَين زَوجهَا من عصمَة وَلَا عدَّة عَلَيْهَا من زَوجهَا الْكَافِر وَجَاز لَهَا أَن تتَزَوَّج إِذا استبرأت ﴿وَلاَ تُمْسِكُواْ بِعِصَمِ الكوافر﴾ لَا تَأْخُذُوا بِعقد الكوافر يَقُول أَيّمَا امْرَأَة كفرت بِاللَّه فقد انْقَطع مَا بَينهَا وَبَين زَوجهَا الْمُؤمن من الْعِصْمَة وَلَا تَعْتَدوا بهَا من أزواجكم ﴿واسألوا مَآ أَنفَقْتُمْ﴾ يَقُول اطْلُبُوا من أهل مَكَّة مَا أنفقتم على أزواجكم إِن دخلن دينهم ﴿وليسألوا﴾ ليطلبوا مِنْكُم ﴿مَا أَنْفقُوا﴾ على أَزوَاجهم من الْمهْر إِن دخلن فِي دينكُمْ وعَلى هَذَا صَالحهمْ النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يؤدوا بَعضهم إِلَى بعض مُهُور نِسَائِهِم إِن أسلمن أَو كفرن ﴿ذَلِكُم حُكْمُ الله﴾ فَرِيضَة الله ﴿يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ﴾ وَبَين أهل مَكَّة ﴿وَالله عَلِيمٌ﴾ بصلاحكم ﴿حَكِيمٌ﴾ فِيمَا حكم بَيْنكُم وَهَذِه الْآيَة مَنْسُوخَة بِالْإِجْمَاع إِلَى
﴿وَإِن فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِّنْ أَزْوَاجِكُمْ﴾ يَقُول إِن رجعت وَاحِدَة من أزواجكم ﴿إِلَى الْكفَّار﴾ لَيْسَ بَيْنكُم وَبينهمْ الْعَهْد والميثاق ﴿فَعَاقَبْتُمْ﴾ فغنمتم من الْعَدو ﴿فَآتُواْ﴾ فأعطوا ﴿الَّذين ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ﴾ رجعت أَزوَاجهم إِلَى الْكفَّار ﴿مِّثْلَ مَآ أَنفَقُواْ﴾ عَلَيْهِنَّ من الْمهْر وَالْغنيمَة قبل الْخمس ﴿وَاتَّقوا الله﴾ اخشوا الله فِيمَا أَمركُم ﴿الَّذِي أَنتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ﴾ مصدقون وَجَمِيع من ارْتَدَّت من نسَاء الْمُؤمنِينَ سِتّ نسْوَة مِنْهُنَّ امْرَأَتَانِ من نسَاء عمر بن الْخطاب أم سَلمَة وَأم كُلْثُوم بنت جَرْوَل وَأم الحكم بنت أبي سُفْيَان كَانَت تَحت عباد بن شَدَّاد الفِهري وَفَاطِمَة بنت أبي أُميَّة بن الْمُغيرَة وَبرْوَع بنت عقبَة كَانَت تَحت شماس بن عُثْمَان من بنى مَخْزُوم وَعَبدَة بنت عبد الْعُزَّى ابْن نَضْلَة وَزوجهَا عَمْرو بن عبدود وَهِنْد بنت أَبى جهل ابْن هِشَام كَانَت تَحت هَاشم بن الْعَاصِ بن وَائِل السهمى فَأَعْطَاهُمْ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مهر نِسَائِهِم من الْغَنِيمَة
﴿يَا أَيهَا النَّبِي﴾ يَعْنِي مُحَمَّدًا ﴿إِذَا جَآءَكَ الْمُؤْمِنَات﴾ نسَاء أهل مَكَّة بعد فتح مَكَّة ﴿يُبَايِعْنَكَ﴾ يشارطنك ﴿على أَن لاَّ يُشْرِكْنَ بِاللَّه شَيْئاً﴾ من الْأَصْنَام وَلَا يستحللن ذَلِك ﴿وَلاَ يَسْرِقْنَ﴾ وَلَا يستحللن ﴿وَلاَ يَزْنِينَ﴾ وَلَا يستحللن الزِّنَا ﴿وَلاَ يَقْتُلْنَ أَوْلاَدَهُنَّ﴾ وَلَا يدْفن بناتهن أَحيَاء وَلَا يستحللن ذَلِك ﴿وَلاَ يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ﴾ وَلَا يجئن بِولد من الزِّنَا ﴿يَفْتَرِينَهُ﴾ على الزَّوْج ويضعنه ﴿بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ﴾ لتقول لزَوجهَا هُوَ مِنْك وَأَنا وَلدته ﴿وَلاَ يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ﴾ فِي جَمِيع مَا تأمرهن وتنهاهن من ترك النوح وجز الشّعْر وتمزيق الثِّيَاب وخمش الْوُجُوه وشق الْجُيُوب وَحلق الرُّءُوس وَأَن لَا يخلون مَعَ غَرِيب وَأَن لَا يسافرن سفر ثَلَاثَة ايام أَو أقل من ذَلِك مَعَ غير ذِي محرم مِنْهُنَّ ﴿فَبَايِعْهُنَّ﴾ على هَذَا فشارطهن على هَذَا ﴿واستغفر لَهُنَّ الله﴾ فِيمَا كَانَ مِنْهُنَّ فِي الْجَاهِلِيَّة ﴿إِنَّ الله غَفُورٌ﴾ متجاوز بعد فتح مَكَّة بِمَا كَانَ مِنْهُنَّ فِي الْجَاهِلِيَّة ﴿رَّحِيمٌ﴾ بِمَا يكون مِنْهُنَّ فِي الْإِسْلَام
﴿يَا أَيهَا الَّذين آمَنُواْ﴾ يَعْنِي عبد الله بن أبي وَأَصْحَابه ﴿لَا تَتَوَلَّوْا﴾ فى العون والنصرة وإفشاء سر مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ﴿قوْماً غَضِبَ الله عَلَيْهِمْ﴾ سخط الله عَلَيْهِم مرَّتَيْنِ وهم الْيَهُود حِين قَالُوا يَد الله مغلولة وَمرَّة أُخْرَى بتكذيبهم مُحَمَّدًا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ﴿قَدْ يَئِسُواْ مِنَ الْآخِرَة﴾ من نعيم الْجنَّة ﴿كَمَا يَئِسَ الْكفَّار﴾ كفار مَكَّة ﴿مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُور﴾ من رُجُوع أهل الْمَقَابِر وَيُقَال من سُؤال مُنكر وَنَكِير وَيُقَال لَا تَتَوَلَّوْا قوما غضب الله عَلَيْهِم وَلَكِن كونُوا مِمَّن سبح الله وَصلى