يقبله ويضاعفه لكم فِي الْحَسَنَات مَا بَين سبع إِلَى سبعين إِلَى سَبْعمِائة إِلَى ألفي ألف إِلَى مَا شَاءَ الله من الْأَضْعَاف ﴿وَيَغْفِرْ لَكُمْ﴾ بِالصَّدَقَةِ ﴿وَالله شَكُورٌ﴾ لصدقاتكم حِين قبلهَا وأضعفها وَيُقَال شكور يشْكر الْيَسِير من صَدقَاتكُمْ وَيجْزِي الجزيل من ثَوَابه ﴿حَلِيمٌ﴾ لَا يعجل بالعقوبة على من يمن بِصَدَقَتِهِ أَو يمْنَع
﴿عَالِمُ الْغَيْب﴾ مَا فِي قُلُوب المتصدقين من الْمَنّ أَو الخشية ﴿وَالشَّهَادَة﴾ عَالم بِصَدَقَاتِهِمْ ﴿الْعَزِيز﴾ بالنقمة لمن يمن بِصَدَقَتِهِ أَو لَا يُعْطي الصَّدَقَة ﴿الْحَكِيم﴾ فِي أمره وقضائه وَيُقَال الْحَكِيم فِي قبُول الصَّدقَات وأضعافها وَيُقَال الْحَكِيم حَيْثُ حكم بِطَلَاق السّنة للنبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأمته
وَمن السُّورَة الَّتِى يذكر فِيهَا الطَّلَاق وهى كلهَا مَدَنِيَّة آياتها إِحْدَى عشر آيَة وكلماتها مِائَتَان وَسبع وَأَرْبَعُونَ وحروفها ألف وَمِائَة وَسَبْعُونَ ﴿بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم﴾
وبإسناده عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى ﴿يَا أَيهَا النَّبِي﴾ وَأمته ﴿إِذَا طَلَّقْتُمُ النسآء﴾ يَقُول قل لقَوْمك إِذا أردتم أَن تطلقوا النِّسَاء ﴿فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ﴾ عِنْد طهورهن طواهر من غير جماع ﴿وَأَحْصُواْ الْعدة﴾ احْفَظُوا طهرهن من ثَلَاث حيض وَالْغسْل مِنْهَا بِانْقِضَاء الْعدة ﴿وَاتَّقوا الله﴾ اخشوا الله ﴿رَبَّكُمْ﴾ وَلَا تطلقوهن غير طواهر بِغَيْر السّنة ﴿لاَ تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ﴾ الَّتِي طلقن فِيهَا حَتَّى تَنْقَضِي الْعدة ﴿وَلاَ يَخْرُجْنَ﴾ حَتَّى تَنْقَضِي الْعدة ﴿إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ﴾ إِلَّا أَن يجئن بِمَعْصِيَة بَيِّنَة وَهِي أَن تخرج فِي الْعدة بِغَيْر إِذن زَوجهَا فإخراجهن فِي الْعدة مَعْصِيّة وخروجهن فِي عدتهن مَعْصِيّة وَيُقَال إِلَّا أَن يَأْتِين بِفَاحِشَة بِالزِّنَا مبينَة بأَرْبعَة شُهُود فَتخرج فترجم ﴿وَتِلْكَ حُدُودُ الله﴾ هَذِه أَحْكَام الله وفرائضه فِي النِّسَاء للطَّلَاق من النَّفَقَة وَالسُّكْنَى ﴿وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ الله﴾ يتَجَاوَز أَحْكَام الله وفرائضه مَا أَمر بِهِ من النَّفَقَة وَالسُّكْنَى ﴿فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ﴾ ضرّ نَفسه ﴿لاَ تَدْرِى﴾ لَا تعلم يَعْنِي بِهِ الزَّوْج ﴿لَعَلَّ الله يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِك﴾ بعد التطليقة الْوَاحِدَة وَقبل الْخُرُوج من الْعدة ﴿أَمْراً﴾ حبا ومراجعة
﴿فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ﴾ فَإِذا انْقَضتْ عدتهن من ثَلَاث قبل أَن يغتسلن من الْحَيْضَة الثَّالِثَة ﴿فَأَمْسِكُوهُنَّ﴾ فراجعوهن ﴿بِمَعْرُوفٍ﴾ بِإِحْسَان قبل الِاغْتِسَال وَأَن يحسن صحبتهَا ومعاشرتها ﴿أَوْ فَارِقُوهُنَّ﴾ أَو اتركوهن ﴿بِمَعْرُوفٍ﴾ بِإِحْسَان لَا تطولوا عَلَيْهِنَّ الْعدة وتؤدوا حَقّهَا ﴿وَأَشْهِدُواْ﴾ على الطَّلَاق والمراجعة ﴿ذَوَي عَدْلٍ مِنْكُم﴾ رجلَيْنِ حُرَّيْنِ مُسلمين عَدْلَيْنِ مرضين ﴿وَأَقِيمُواْ الشَّهَادَة لِلَّهِ﴾ وَقومُوا بِالشَّهَادَةِ لله عِنْد الْحُكَّام (ذَلِكُم) الَّذِي ذكرت من النَّفَقَة وَالسُّكْنَى وَإِقَامَة الشَّهَادَة وَغَيرهَا ﴿يُوعَظُ بِهِ﴾ يُؤمر بِهِ ﴿مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر﴾ بِالْبَعْثِ بعد الْمَوْت وَيُقَال نزلت من أول السُّورَة إِلَى هَهُنَا فى شَأْن النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين طلق حَفْصَة وَفِي سِتَّة نفر من أَصْحَابه ابْن عمر وَأَصْحَابه طلقوا نِسَاءَهُمْ غير طواهر فنهاهم الله عَن ذَلِك لِأَنَّهُ لغير السّنة وعلمهم طَلَاق السّنة إِذا طلقوا نِسَاءَهُمْ كَيفَ يطلقون ﴿وَمَن يَتَّقِ الله﴾ عِنْد الْمعْصِيَة فيصبر ﴿يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً﴾ من الشدَّة وَيُقَال من الْمعْصِيَة إِلَى الطَّاعَة وَيُقَال من النَّار إِلَى الْجنَّة
﴿وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ﴾ لَا يأمل نزلت هَذِه الْآيَة فِي عَوْف بن مَالك الْأَشْجَعِيّ الَّذِي اسر الْعَدو ابْنا لَهُ فجَاء بعد ذَلِك مَعَ إبل كَثِيرَة ﴿وَمَن يَتَوَكَّلْ على الله﴾ وَمن يَثِق بِاللَّه فِي الرزق ﴿فَهُوَ حَسْبُهُ﴾ كافيه ﴿إِنَّ الله بَالِغُ أَمْرِهِ﴾ مَاض أمره وقضاؤه فِي الشدَّة والرخاء وَيُقَال نَافِذ أمره وتدبيره