﴿وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ﴾ بعلامة ﴿مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُوا الله﴾ فاخشوا الله فِيمَا أَمركُم بِهِ وتوبوا إِلَيْهِ ﴿وَأَطِيعُونِ﴾ وَاتبعُوا أَمْرِي وديني
﴿إِنَّ الله رَبِّي﴾ هُوَ رَبِّي ﴿وَرَبُّكُمْ فاعبدوه﴾ فوحدوه ﴿هَذَا﴾ التَّوْحِيد ﴿صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ﴾ دين قَائِم يرضاه وَهُوَ الْإِسْلَام
﴿فَلَمَّآ أَحَسَّ﴾ علم ﴿عِيسَى مِنْهُمُ الْكفْر﴾ وَرَأى مِنْهُم الْقَتْل حِين أَرَادوا قَتله وَيُقَال أَحَسَّ سمع مِنْهُم تكْرَار الْكفْر ﴿قَالَ﴾ عِيسَى ﴿مَنْ أَنْصَارِي﴾ من أعواني ﴿إِلَى الله﴾ مَعَ الله على أعدائه ﴿قَالَ الحواريون﴾ أصفياؤه القصارون وهم اثْنَا عشر رجلا ﴿نَحْنُ أَنْصَارُ الله﴾ أعوانك مَعَ الله على أعدائه ﴿آمَنَّا بِاللَّه واشهد﴾ اعْلَم أَنْت يَا عِيسَى ﴿بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾ مقرون لله بِالْعبَادَة والتوحيد
﴿رَبَّنَآ﴾ يَا رَبنَا ﴿آمَنَّا بِمَآ أَنزَلْتَ﴾ من الْكتاب يَعْنِي الْإِنْجِيل ﴿وَاتَّبَعنَا الرَّسُول﴾ دين الرَّسُول عِيسَى ﴿فاكتبنا مَعَ الشَّاهِدين﴾ فاجعلنا مَعَ السَّابِقين الْأَوَّلين الَّذين شهدُوا قبلنَا وَيُقَال فاجعلنا من أمة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
﴿وَمَكَرُواْ﴾ أَرَادوا يَعْنِي الْيَهُود قتل عِيسَى ﴿وَمَكَرَ الله﴾ أَرَادَ الله قتل صَاحبهمْ قطيانوس ﴿وَالله خَيْرُ الماكرين﴾ أقوى المريدين وَيُقَال أفضل الصانعين
﴿إِذْ قَالَ الله يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ﴾ مقدم ومؤخر يَقُول إِنِّي رافعك ﴿إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ﴾ منجيك ﴿مِنَ الَّذين كَفَرُواْ﴾ بك ﴿وَجَاعِلُ الَّذين اتبعوك﴾ اتبعُوا دينك ﴿فَوْقَ الَّذين كَفَرُواْ﴾ بِالْحجَّةِ والنصرة ﴿إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَة﴾ ثمَّ متوفيك قابضك بعد النُّزُول وَيُقَال متوفي قَلْبك من حب الدُّنْيَا ﴿ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ﴾ بعد الْمَوْت ﴿فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ﴾ فأقضي بَيْنكُم ﴿فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ﴾ فِي الدّين ﴿تَخْتَلِفُونَ﴾ تخاصمون
﴿فَأَمَّا الَّذين كَفَرُواْ﴾ بِاللَّه وَرَسُوله مُحَمَّد وَعِيسَى ﴿فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً فِي الدُّنْيَا﴾ بِالسَّيْفِ والجزية ﴿وَالْآخِرَة﴾ بالنَّار ﴿وَمَا لَهُمْ مِّن نَّاصِرِينَ﴾ من مانعين من عَذَاب الله فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة
﴿وَأَمَّا الَّذين آمَنُوا﴾ بِاللَّه وَالْكتاب وَالرَّسُول مُحَمَّد وَعِيسَى ﴿وَعَمِلُواْ الصَّالِحَات﴾ فِيمَا بَينهم وَبَين رَبهم خَالِصا ﴿فَيُوَفِّيهِمْ﴾ يوفرهم ﴿أُجُورَهُمْ﴾ ثوابهم فِي الْجنَّة يَوْم الْقِيَامَة ﴿وَالله لاَ يُحِبُّ الظَّالِمين﴾ الْمُشْركين بظلمهم بظلمهم وشركهم
﴿ذَلِك﴾ الَّذِي ذكرت يَا مُحَمَّد من خبر عِيسَى ﴿نَتْلُوهُ عَلَيْكَ﴾ ننزل عَلَيْك جِبْرِيل بِهِ ﴿مِنَ الآيَاتِ﴾ يَقُول من آيَات الْقُرْآن بِالْأَمر وَالنَّهْي ﴿وَالذكر الْحَكِيم﴾ الْمُحكم بالحلال وَالْحرَام وَيُقَال مُوَافقا للتوراة وَالْإِنْجِيل وَيُقَال اللَّوْح الْمَحْفُوظ
ثمَّ بَين تخليق عِيسَى بِلَا أَب لقَوْل وَفد بني نَجْرَان ائتنا بِحجَّة من الْقُرْآن على قَوْلك إِن عِيسَى لَيْسَ ولد الله فَقَالَ الله ﴿إِنَّ مَثَلَ عِيسَى﴾ مثل تخلق عِيسَى ﴿عِندَ الله﴾ بِلَا أَب ﴿كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ﴾ بِلَا أَب وَأم ﴿ثُمَّ قَالَ لَهُ﴾ لعيسى ﴿كُن فَيَكُونُ﴾ ولدا بِلَا أَب
﴿الْحق﴾ هُوَ الْخَبَر الْحق ﴿مِن رَّبِّكَ﴾ أَن عِيسَى لم يكن الله وَلَا وَلَده وَلَا شَرِيكه ﴿فَلاَ تَكُنْ مِّن الممترين﴾ من الشاكين فِيمَا بيّنت لَك من تخليق عِيسَى بِلَا أَب
ثمَّ ذكر خُصُومَة وَفد بني نَجْرَان مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعد مَا بَين لَهُم أَن مثله عِنْد الله كَمثل آدم فَقَالُوا لَيْسَ كماتقول أَن عِيسَى لم يكن الله وَلَا وَلَده وَلَا شَرِيكه فَقَالَ الله ﴿فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ﴾ فَمن خاصمك فِيهِ فِي عِيسَى ﴿مِن بَعْدِ مَا جَآءَكَ مِنَ الْعلم﴾ من الْبَيَان بِأَن عِيسَى لم يكن الله وَلَا وَلَده وَلَا شَرِيكه ﴿فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءَنَا﴾ نخرج أبناءنا ﴿وَأَبْنَآءَكُمْ﴾ أخرجُوا أَنْتُم أبناءكم ﴿وَنِسَآءَنَا﴾ نخرج نِسَاءَنَا ﴿وَنِسَآءَكُمْ﴾ أخرجُوا أَنْتُم نساءكم ﴿وَأَنْفُسَنَا﴾ نخرج بِأَنْفُسِنَا ﴿وأَنْفُسَكُمْ﴾ اخْرُجُوا أَنْتُم بِأَنْفُسِكُمْ ﴿ثُمَّ نَبْتَهِلْ﴾ نَتَضَرَّع ونجتهد فِي الدُّعَاء