بَارِد ﴿عَاتِيَةٍ﴾ شَدِيدَة عَتَتْ عَصَتْ وأبت على خزانها
﴿سَخَّرَهَا﴾ سلطها ﴿عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً﴾ دَائِما مُتَتَابِعًا لَا يفتر عَنْهُم ﴿فَتَرَى الْقَوْم﴾ قوم هود ﴿فِيهَا﴾ فِي الْأَيَّام وَيُقَال فِي الرّيح ﴿صرعى﴾ هلكى مطروحين ﴿كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ﴾ أوراك نخل ﴿خَاوِيَةٍ﴾ سَاقِطَة
﴿فَهَلْ ترى لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ﴾ يَقُول لم يبْق مِنْهُم أحد إِلَّا أهلكته الرّيح
﴿وَجَآءَ فِرْعَوْنُ وَمَن قَبْلَهُ﴾ من مَعَه من جُنُوده إِلَى الْبَحْر فَغَرقُوا فِي الْبَحْر وَيُقَال وَجَاء فِرْعَوْن تكلم فِرْعَوْن بِكَلِمَة الشّرك وَمن قبله وَمن كَانَ من قبل فِرْعَوْن من الْأُمَم الْمَاضِيَة ﴿والمؤتفكات﴾ المنخسفات أَيْضا قريات لوط وائتفكها خسفها ﴿بِالْخَاطِئَةِ﴾ تكلمُوا بِكَلِمَة الشّرك
﴿فَعَصَوْاْ رَسُولَ رَبِّهِمْ﴾ مُوسَى ﴿فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَّابِيَةً﴾ فعاقبهم عُقُوبَة شَدِيدَة
﴿إِنَّا لما طَغى المآء﴾ ارْتَفع المَاء فِي زمَان نوح ﴿حَمَلْنَاكُمْ﴾ يَا أمة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَسَائِر الْخلق فِي أصلاب آبائكم ﴿فِي الْجَارِيَة﴾ فِي سفينة نوح
﴿لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ﴾ يَعْنِي سفينة نوح وَيُقَال هَذِه الْقِصَّة لكم ﴿تذكرة﴾ عظة تتعظون بهَا ﴿وَتَعِيَهَآ أُذُنٌ وَاعِيَةٌ﴾ يحفظها قلب حَافظ وَيُقَال تسمع هَذَا الْأَمر أذن سامعة فتنتفع بِمَا سَمِعت
﴿فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّور نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ﴾ لَا تثنى وَهِي نفخة الْبَعْث
﴿وَحُمِلَتِ الأَرْض وَالْجِبَال﴾ يُقَال مَا على الأَرْض من الْبُنيان وَالْجِبَال ﴿فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً﴾ فكسرتا كسرة وَاحِدَة
﴿فَيَوْمَئِذٍ﴾ يَوْم حملت الأَرْض وَالْجِبَال ﴿وَقَعَتِ الْوَاقِعَة﴾ قَامَت الْقِيَامَة
﴿وانشقت السمآء﴾ لهيبة الرَّحْمَن ونزول الْمَلَائِكَة ﴿فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ﴾ منشقة ضَعِيفَة
﴿وَالْملك﴾ يَعْنِي الْمَلَائِكَة ﴿على أَرْجَآئِهَآ﴾ حروفها وجوانبها ونواحيها وأطرافها ﴿وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ﴾ سَرِير رَبك ﴿فَوْقَهُمْ﴾ على أَعْنَاقهم ﴿يَوْمَئِذٍ﴾ يَوْم الْقِيَامَة ﴿ثَمَانِيَةٌ﴾ يَقُول ثَمَانِيَة رَهْط من الْمَلَائِكَة لكل ملك أَرْبَعَة وُجُوه وَجه إِنْسَان وَوجه نسر وَوجه أَسد وَوجه ثَوْر وَيُقَال ثَمَانِيَة صُفُوف وَيُقَال ثَمَانِيَة أَجزَاء من الكروبيين وهم أهل السَّمَاء السَّابِعَة
﴿يَوْمَئِذٍ﴾ وَهُوَ يَوْم الْقِيَامَة ﴿تُعْرَضُونَ﴾ على الله ثَلَاث عرضات عرض لِلْحسابِ والمعاذير وَعرض للخصومات وَالْقصاص وَعرض لتطاير الْكتب وَالْقِرَاءَة ﴿لاَ تخفى مِنكُمْ خَافِيَةٌ﴾ لَا يتْرك مِنْكُم أحد وَيُقَال لَا تخفى على الله مِنْكُم خافية أحد وَيُقَال لَا يخفى على الله من أَعمالكُم شىء
﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ﴾ أعطي ﴿كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ﴾ وَهُوَ أَبُو سَلمَة بن عبد الْأسد زوج أم سَلمَة وَكَانَ مُسلما ﴿فَيَقُولُ﴾ لأَصْحَابه ﴿هَآؤُمُ﴾ تَعَالَوْا ﴿اقرؤوا كِتَابيَهْ﴾ انْظُرُوا مَا فِي كتابي من الثَّوَاب والكرامة
﴿إِنِّي ظَنَنتُ﴾ علمت وأيقنت ﴿أَنِّي مُلاَقٍ حِسَابِيَهْ﴾ معاين حسابى
﴿فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ﴾ فِي عَيْش قد رضيه لنَفسِهِ أَي مرضية
﴿فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ﴾ مُرْتَفعَة
﴿قُطُوفُهَا﴾ ثَمَرهَا واجتناؤها ﴿دَانِيَةٌ﴾ قريبَة يَنَالهُ الْقَاعِد والقائم
﴿كُلُواْ﴾ يَقُول الله لَهُم كلوا من الثِّمَار ﴿وَاشْرَبُوا﴾ من الْأَنْهَار ﴿هَنِيئَاً﴾ بِلَا دَاء وَلَا موت ﴿بِمَآ أَسْلَفْتُمْ﴾ بِمَا قدمتم من الْعَمَل الصَّالح وَيُقَال من الصَّوْم وَالصَّلَاة ﴿فِي الْأَيَّام الخالية﴾ الْمَاضِيَة يَعْنِي أَيَّام الدُّنْيَا
﴿وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ﴾ أعطي ﴿كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ﴾ وَهُوَ الْأسود بن عبد الْأسد أَخُو أبي سَلمَة وَكَانَ كَافِرًا ﴿فَيَقُول يَا لَيْتَني لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ﴾ لم أعْط كتابي هَذَا
﴿وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ﴾ لم أعلم حسابي
﴿يَا ليتها كَانَتِ القاضية﴾ يتَمَنَّى الْمَوْت يَقُول يَا لَيْتَني بقيت على موتِي الأول
﴿مَآ أغْنى عَنِّي﴾ من عَذَاب الله ﴿مَالِيَهْ﴾ مالى الذى جمعت فى الدُّنْيَا
﴿هَّلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ﴾ بَطل عني حجتي وعذري
فَيَقُول الله للْمَلَائكَة ﴿خُذُوهُ فَغُلُّوهُ﴾
﴿ثُمَّ الْجَحِيم صَلُّوهُ﴾


الصفحة التالية
Icon