﴿وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ﴾ فِي الْخدمَة ﴿وِلْدَانٌ﴾ وصفاء ﴿مُّخَلَّدُونَ﴾ فِي الْجنَّة لَا يموتون وَلَا يخرجُون وَيُقَال محلون ﴿إِذَا رَأَيْتَهُمْ﴾ لَو رَأَيْتهمْ يَا مُحَمَّد ﴿حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَّنثُوراً﴾ فِي الصفاء وَيُقَال كثيرا قد نثر عَلَيْهِم
﴿وَإِذَا رَأَيْتَ﴾ يَا مُحَمَّد ﴿ثَمَّ﴾ فِي الْجنَّة ﴿رَأَيْتَ﴾ لأَهْلهَا ﴿نَعِيماً﴾ دَائِما ﴿وَمُلْكاً كَبِيراً﴾ لَا يدْخل عَلَيْهِم أحد إِلَّا بِالسَّلَامِ والاستئذان
﴿عَالِيَهُمْ﴾ على أكتافهم إِن قَرَأت بِالْألف ﴿ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ﴾ مَا لطف من الديباج ﴿وَإِسْتَبْرَقٌ﴾ مَا ثخن من الديباج ﴿وحلوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ﴾ ألبسوا أقبية من فضَّة ﴿وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً﴾ من الدنس وَيُقَال يطهرهم من الغل والغش والعداوة
﴿إِنَّ هَذَا﴾ الَّذِي وصفت من الطَّعَام وَالشرَاب واللباس ﴿كَانَ لَكُمْ جَزَآءً﴾ ثَوابًا من الله ﴿وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُوراً﴾ عَمَلكُمْ مَقْبُولًا فِي الزِّيَادَة
﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآن﴾ جِبْرِيل بِالْقُرْآنِ ﴿تَنزِيلاً﴾ مُتَفَرقًا آيَة وآيتين وَسورَة
﴿فاصبر لِحُكْمِ رَبِّكَ﴾ على قَضَاء رَبك وَيُقَال على تَبْلِيغ رِسَالَة رَبك ﴿وَلاَ تُطِعْ مِنْهُمْ﴾ من كفار قُرَيْش ﴿آثِماً﴾ فَاجِرًا كذابا يَعْنِي الْوَلِيد بن الْمُغيرَة ﴿أَو كفورا﴾ كَافِر بِاللَّه وَهُوَ عتبَة بن ربيعَة
﴿وَاذْكُر اسْم رَبِّكَ﴾ صل بِأَمْر رَبك ﴿بُكْرَةً وَأَصِيلاً﴾ غدْوَة وعشياً يَعْنِي صَلَاة الْفجْر وَالظّهْر وَالْعصر
﴿وَمِنَ اللَّيْل فاسجد لَهُ﴾ فصل صَلَاة الْمغرب وَالْعشَاء ﴿وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً﴾ صل لَهُ فِي اللَّيْل وَهُوَ التَّطَوُّع وَيُقَال كَانَ خَاصَّة عَلَيْهِ دون أَصْحَابه صَلَاة اللَّيْل
﴿إِنَّ هَؤُلَاءِ﴾ أهل مَكَّة ﴿يُحِبُّونَ العاجلة﴾ الْعَمَل للدنيا ﴿وَيَذَرُونَ وَرَآءَهُمْ﴾ يتركون الْعَمَل لما أمامهم ﴿يَوْمًا ثقيلا﴾ شَدِيدا هُوَ لَهُ وعذابه
﴿نَّحْنُ خَلَقْنَاهُمْ﴾ يَعْنِي أهل مَكَّة ﴿وَشَدَدْنَآ أَسْرَهُمْ﴾ قوينا خلقهمْ ﴿وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَآ أَمْثَالَهُمْ﴾ يَعْنِي أهلكناهم ﴿تبديلا﴾ إهلاكا يَقُول لوشئنا لأهلكنا هَؤُلَاءِ الْكَفَرَة الفجرة وبدلنا خيرا مِنْهُم وأطوع لله
﴿إِنَّ هَذِه﴾ السُّورَة ﴿تَذْكِرَةٌ﴾ عظة من الله ﴿فَمَن شَآءَ اتخذ إِلَى رَبِّهِ﴾ فَمن شَاءَ وحد وَاتخذ بذلك إِلَى ربه ﴿سَبِيلا﴾ مرجعا
﴿وَمَا تشاؤون﴾ من الْخَيْر وَالشَّر وَالْكفْر وَالْإِيمَان ﴿إِلاَّ أَن يَشَاء الله﴾ لكم أَن تشاءوا ذَلِك ﴿إِن الله كَانَ عليما﴾ بِمَا تشاءون من الْخَيْر وَالشَّر ﴿حَكِيماً﴾ حكم أَن لَا تشاءوا من الْخَيْر وَالشَّر إِلَّا مَا يَشَاء
﴿يُدْخِلُ مَن يَشَآءُ فِي رَحْمَتِهِ﴾ يكرم من يَشَاء بدين الْإِسْلَام من كَانَ أَهلا لذَلِك ﴿والظالمين﴾ الْكَافرين الْمُشْركين ﴿أَعَدَّ لَهُمْ﴾ عذَابا قَرِيبا فِي الْآخِرَة ﴿عَذَاباً أَلِيماً﴾ وجيعاً يخلص وَجَعه إِلَى قُلُوبهم