وَمن السُّورَة الَّتِى يذكر فِيهَا ألم نشرح وهى كلهَا مَكِّيَّة آياتها ثَمَان وكلماتها سبع وَعِشْرُونَ وحروفها مائَة وَثَلَاثَة
﴿بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم﴾
وبإسناده عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى ﴿أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ﴾ وَهَذَا مَعْطُوف على قَوْله ووجدك عائلاً فأغنى فَقَالَ ألم نشرح لَك يَا مُحَمَّد صدرك قَلْبك لِلْإِسْلَامِ يَقُول ألم نلين قَلْبك يَوْم الْمِيثَاق بالمعرفة والفهم والنصرة وَالْعقل وَالْيَقِين وَغير ذَلِك وَيُقَال ألم نوسع قَلْبك بِالنُّبُوَّةِ فَقَالَ النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نعم فَقَالَ أَيْضا
﴿وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ﴾ حططنا عَنْك إثمك
﴿الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ﴾ أثقل ظهرك بِهِ يَعْنِي الْإِثْم وَيُقَال أثقل ظهرك بِالنُّبُوَّةِ فَقَالَ النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نعم فَقَالَ أَيْضا
﴿ورفعنا لَك ذكرك﴾ صَوْتك بِالْأَذَانِ وَالدُّعَاء الشَّهَادَة أَن تذكر كَمَا أذكر فَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نعم فَقَالَ الله تَعَالَى تَعْزِيَة لنَبيه بالفقر والشدة
﴿فَإِنَّ مَعَ الْعسر يُسْراً﴾ مَعَ الشدَّة الرخَاء
﴿إِنَّ مَعَ الْعسر يُسْراً﴾ مَعَ الشدَّة الرخَاء فَذكر عسراً بَين يسرين
﴿فَإِذَا فَرَغْتَ﴾ من الْغَزْو وَالْجهَاد والقتال ﴿فانصب﴾ فِي الْعِبَادَة وَيُقَال إِذا فرغت من الصَّلَاة الْمَكْتُوبَة فانصب فِي الدُّعَاء
﴿وَإِلَى رَبِّكَ فارغب﴾ وحوائجك إِلَى رَبك فارفع
وَمن السُّورَة الَّتِى يذكر فِيهَا التِّين وهى كلهَا مَكِّيَّة آياتها ثَمَان وكلماتها أَربع وَثَلَاثُونَ وحروفها مائَة وَخَمْسُونَ
﴿بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم﴾
وبإسناده عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى ﴿والتين وَالزَّيْتُون﴾ يَقُول أقسم الله بِالتِّينِ تينكم هَذَا وَالزَّيْتُون زيتونكم هَذَا وَيُقَال هما مسجدان بِالشَّام وَيُقَال هما جبلان بِالشَّام وَيُقَال التِّين هُوَ الْجَبَل الَّذِي عَلَيْهِ بَيت الْمُقَدّس وَالزَّيْتُون هُوَ الْجَبَل الَّذِي عَلَيْهِ دمشق
﴿وَطُورِ سِينِينَ﴾ وَأقسم بجبل ثبير وَهُوَ جبل بمدين الَّذِي كلم الله عَلَيْهِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام وكل جبل هُوَ الطّور بِلِسَان النبط وسينين هُوَ الْجَبَل الْحسن الشّجر
﴿وَهَذَا الْبَلَد الْأمين﴾ وَأقسم بِهَذَا الْبَلَد بلد مَكَّة الْأمين من أَن يهاج فِيهِ على من دخل فِيهِ
﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَان﴾ هُوَ الْكَافِر الْوَلِيد بن الْمُغيرَة وَيُقَال كلدة بن أسيد ﴿فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾ يَقُول فِي أعدل الْخلق وَلِهَذَا كَانَ الْقسم
﴿ثُمَّ رَدَدْنَاهُ﴾ فِي الْآخِرَة ﴿أَسْفَلَ سَافِلِينَ﴾ يَعْنِي النَّار وَيُقَال لقد خلقنَا الْإِنْسَان يَعْنِي ولد آدم فِي أحسن تَقْوِيم فِي أحسن صُورَة إِذا تَكَامل شبابه ثمَّ رددناه أَسْفَل سافلين إِلَى أرذل الْعُمر فَلَا يكْتب لَهُ بعد ذَلِك حَسَنَة إِلَّا مَا قد عمل فِي شبابه وقوته
﴿إِلَّا الَّذين آمنُوا﴾ بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن ﴿وَعَمِلُواْ الصَّالِحَات﴾ الطَّاعَات فِيمَا بَينهم وَبَين رَبهم ﴿فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ﴾ غير مَنْقُوص وَلَا مكدر تجْرِي لَهُم الْحَسَنَات بعد الْهَرم وَالْمَوْت
﴿فَمَا يكذبك﴾ يَا وليد ابْن الْمُغيرَة وَيُقَال يَا كلدة بن أسيد وَيُقَال فَمن ذَا الَّذِي يكذبك يَا مُحَمَّد ﴿بَعْدُ﴾ بعد هَذَا الَّذِي ذكرت لَك من تَحْويل الْخلق يَعْنِي الشَّبَاب والهرم والبعث وَالْمَوْت وَيُقَال فَمن ذَا الَّذِي حملك على التَّكْذِيب يَا كلدة بن أسيد وَيَا وليد بن الْمُغيرَة ﴿بِالدينِ﴾ بِحِسَاب يَوْم الْقِيَامَة
﴿أَلَيْسَ الله بِأَحْكَم الْحَاكِمين﴾ بأعدل العادلين وبأفضل الفاضلين أَن يُحْيِيك بعد الْمَوْت يَا وليد
وَمن السُّورَة الَّتِى يذكر فِيهَا العلق وَهِي كلهَا مَكِّيَّة آياتها تسع عشرَة وكلماتها اثْنَتَانِ وَسَبْعُونَ وحروفها مائَة وَاثْنَانِ وَعِشْرُونَ
﴿بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم﴾
وبإسناده عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى ﴿اقْرَأ﴾ يَقُول اقْرَأ يَا مُحَمَّد الْقُرْآن وَهَذَا أول مَا نزل بِهِ جِبْرِيل ﴿باسم رَبِّكَ﴾ بِأَمْر رَبك ﴿الَّذِي خَلَقَ﴾ الْخَلَائق
﴿خَلَقَ الْإِنْسَان﴾ يَعْنِي ولد آدم ﴿مِنْ عَلَقٍ﴾ من دم عبيط فَقَالَ النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا أَقرَأ يَا جِبْرِيل فَقَرَأَ عَلَيْهِ جِبْرِيل أَربع آيَات من أول هَذِه السُّورَة فَقَالَ لَهُ
﴿اقْرَأ﴾ الْقُرْآن يَا مُحَمَّد