من الْخلق والعجائب ﴿وَإِلَى الله تُرْجَعُ الْأُمُور﴾ فِي الْآخِرَة
﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ﴾ أَنْتُم خير أمة ﴿أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ كَانَت للنَّاس ثمَّ بَين خَيرهمْ فَقَالَ ﴿تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ﴾ بِالتَّوْحِيدِ وَاتِّبَاع مُحَمَّد ﴿وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكر﴾ عَن الْكفْر والشرك وَمُخَالفَة الرَّسُول ﴿وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّه﴾ وبجملة الْكتب وَالرسل ﴿وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكتاب﴾ يَعْنِي الْيَهُود وَالنَّصَارَى ﴿لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ﴾ مِمَّا هم عَلَيْهِ ﴿مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ﴾ عبد الله بن سَلام وَأَصْحَابه ﴿وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ الْكَافِرُونَ الناقضون الْعَهْد
﴿لَن يَضُرُّوكُمْ﴾ لن ينقصوكم الْيَهُود ﴿إِلاَّ أَذًى﴾ بِاللِّسَانِ بالشتم والطعن ﴿وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ﴾ فِي الدّين ﴿يُوَلُّوكُمُ الأدبار﴾ منهزمين ﴿ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ﴾ لَا يمْنَعُونَ من سيفكم وسبيكم إيَّاهُم
﴿ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذلة﴾ جعلت عَلَيْهِم مذلة الْجِزْيَة ﴿أَيْنَ مَا ثقفوا﴾ وجدوا لَا يقدرُونَ أَن يقومُوا مَعَ الْمُؤمنِينَ ﴿إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ الله﴾ إلاَّ بِالْإِيمَان بِاللَّه ﴿وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاس﴾ عهد من الْأُمَرَاء بالجزية ﴿وباؤوا بِغَضَبٍ﴾ استوجبوا بلعنة ﴿مِّنَ الله وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ المسكنة﴾ جعل عَلَيْهِم زِيّ الْفقر ﴿ذَلِك﴾ المذلة بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ الله) بِمُحَمد وَالْقُرْآن ﴿وَيَقْتُلُونَ الأنبيآء بِغَيْرِ حَقٍّ﴾ بِلَا جرم ﴿ذَلِك﴾ الْغَضَب والمسكنة ﴿بِمَا عَصَوْاْ﴾ الله فِي السبت ﴿وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ﴾ بقتل الْأَنْبِيَاء وَاسْتِحْلَال الْمَحَارِم
﴿لَيْسُواْ سَوَآءً﴾ أَي لَيْسَ من آمن من أهل الْكتاب كمن لم يُؤمن ﴿مِّنْ أَهْلِ الْكتاب أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ﴾ يَقُول مِنْهُم أمة جمَاعَة عدُول مهتدية بتوحيد الله وَهُوَ عبد الله ابْن سَلام وَأَصْحَابه ﴿يَتلون﴾ يقرءُون ﴿آيَاتِ الله﴾ الْقُرْآن ﴿آنَآءَ اللَّيْل﴾ سَاعَات اللَّيْل فِي الصَّلَاة ﴿وَهُمْ يَسْجُدُونَ﴾ يصلونَ لله
﴿يُؤْمِنُونَ بِاللَّه﴾ وبجملة الْكتب وَالرسل ﴿وَالْيَوْم الآخر﴾ بِالْبَعْثِ بعد الْمَوْت ونعيم الْجنَّة ﴿وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ﴾ بِالتَّوْحِيدِ وَاتِّبَاع مُحَمَّد ﴿وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكر﴾ عَن الْكفْر والشرك وَاتِّبَاع الجبت والطاغوت ﴿وَيُسَارِعُونَ فِي الْخيرَات﴾ يبادرون فِي الطَّاعَات ﴿وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحين﴾ من صالحي أمة مُحَمَّد وَيُقَال مَعَ صالحي أمة مُحَمَّد فِي الْجنَّة مثل أبي بكر وَأَصْحَابه
﴿وَمَا يَفْعَلُواْ﴾ يَعْنِي عبد الله بن سَلام وَأَصْحَابه ﴿مِنْ خَيْرٍ﴾ مِمَّا ذكرت وَيُقَال من إِحْسَان إِلَى مُحَمَّد وَأَصْحَابه ﴿فَلَنْ يُكْفَروهُ﴾ لن ينسى ثَوَابه بل يثابوا ﴿وَالله عَلِيمٌ بالمتقين﴾ الْكفْر والشرك وَالْفَوَاحِش عبد الله بن سَلام وَأَصْحَابه
﴿إِنَّ الَّذين كَفَرُواْ﴾ بِمُحَمد وَالْقُرْآن كَعْب وَأَصْحَابه ﴿لن تغني عَنْهُم أَمْوَالهم﴾ كَثْرَة أَمْوَالهم ﴿وَلَا أَوْلَادهم﴾ كَثْرَة أَوْلَادهم ﴿من الله﴾ من عَذَاب الله ﴿شَيْئاً وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّار﴾ أهل النَّار ﴿هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ دائمون
﴿مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَذِه الْحَيَاة الدُّنْيَا﴾ يَقُول مثل نَفَقَة الْيَهُود فِي الْيَهُودِيَّة ﴿كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ﴾ حر أَو برد ﴿أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ﴾ زرع قوم ﴿ظلمُوا أَنْفُسَهُمْ﴾ بِمَنْع حق الله مِنْهُ ﴿فَأَهْلَكَتْهُ﴾ أحرقته كَذَلِك الشّرك يهْلك النَّفَقَة كَمَا أهلكت الرّيح الزَّرْع ﴿وَمَا ظَلَمَهُمُ الله﴾ بذهاب مَنْفَعَة زرعهم ونفقتهم ﴿وَلَكِن أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾


الصفحة التالية
Icon