بالْكفْر وَمنع حق الله من الزَّرْع
ثمَّ نهى الله الْمُؤمنِينَ الْأَنْصَار وَغَيرهم عَن محادثة الْيَهُود وإفشاء السِّرّ إِلَيْهِم فَقَالَ ﴿يَا أَيهَا الَّذين آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ﴾ يَعْنِي الْيَهُود ﴿بِطَانَةً﴾ وليجة ﴿مِّن دُونِكُمْ﴾ من دون الْمُؤمنِينَ المخلصين ﴿لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً﴾ لَا يتركون الْجهد فِي فسادكم ﴿وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ﴾ تمنوا أَن أثمتم وأشركتم كَمَا أشركوا ﴿قَدْ بَدَتِ﴾ ظَهرت ﴿البغضآء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ﴾ على ألسنتهم بالشتم والطعن ﴿وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ﴾ مَا يضمرون فِي قُلُوبهم من البغض والعداوة ﴿أَكْبَرُ﴾ من ذَلِك ﴿قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ﴾ أَي عَلامَة الْحَسَد ﴿إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ﴾ مَا يقْرَأ عَلَيْكُم وَيُقَال قد بَينا لكم الْآيَات يَعْنِي الْأَمر وَالنَّهْي إِنْ كُنْتُمْ تعقلون لكَي تعلمُوا مَا آمركُم بِهِ
﴿هَا أَنْتُم أولاء﴾ أَنْتُم يَا معشر الْمُؤمنِينَ ﴿تُحِبُّونَهُمْ﴾ يَعْنِي الْيَهُود لقبل الْمُصَاهَرَة وَالرضَاعَة ﴿وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ﴾ لقبل الدّين ﴿وَتُؤْمِنُونَ بِالْكتاب كُلِّهِ﴾ تقرون بجملة الْكتاب وَالرسل وهم لَا يقرونَ بذلك ﴿وَإِذَا لَقُوكُمْ﴾ يَعْنِي مُنَافِق الْيَهُود ﴿قَالُوا آمَنَّا﴾ بِمُحَمد وَالْقُرْآن وَأَن صفته ونعته فِي كتَابنَا ﴿وَإِذَا خَلَوْاْ﴾ رَجَعَ بَعضهم إِلَى بعض ﴿عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأنامل﴾ أَطْرَاف الْأَصَابِع ﴿مِنَ الغيظ﴾ من الحنق ﴿قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ﴾ بحنقكم ﴿إِنَّ الله عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُور﴾ بِمَا فِي الْقُلُوب من البغض والعداوة
﴿إِن تَمْسَسْكُمْ﴾ تصبكم ﴿حَسَنَةٌ﴾ الْفَتْح وَالْغنيمَة ﴿تَسُؤْهُمْ﴾ ساءهم ذَلِك يَعْنِي الْيَهُود وَالْمُنَافِقِينَ ﴿وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ﴾ الْقَحْط والجدوبة وَالْقَتْل والهزيمة ﴿يَفْرَحُواْ بِهَا﴾ يعجبوا بهَا ﴿وَإِن تَصْبِرُواْ﴾ على أذاهم ﴿وَتَتَّقُواْ﴾ مَعْصِيّة الله ﴿لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً﴾ عداوتهم وصنيعتهم شَيْئا ﴿إِنَّ الله بِمَا يَعْمَلُونَ﴾ من الْمُخَالفَة والعداوة ﴿مُحِيطٌ﴾ عَالم
﴿وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ﴾ خرجت من الْمَدِينَة يَوْم أحد ﴿تبوئ الْمُؤمنِينَ﴾ تتَّخذ للْمُؤْمِنين بِأحد ﴿مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ﴾ أمكنة لقِتَال عدوهم ﴿وَالله سَمِيعٌ﴾ لمقالتكم ﴿عَلِيمٌ﴾ بِمَا يُصِيبكُم وبترككم المركز
﴿إِذْ هَمَّتْ طَّآئِفَتَانِ مِنكُمْ﴾ أضمرت قبيلتان من الْمُؤمنِينَ بَنو سَلمَة وَبَنُو حَارِثَة ﴿أَن تَفْشَلاَ﴾ أَن تجبنا عَن قتال الْعَدو يَوْم أحدٌ ﴿وَالله وليهما﴾ حفاظهما ولاهما عَن ذَلِك ﴿وَعَلَى الله فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾ وعَلى الْمُؤمنِينَ أَن يتوكلوا على الله فِي النُّصْرَة وَالْفَتْح
﴿وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ الله بِبَدْرٍ﴾ يَوْم بدر ﴿وَأَنْتُمْ أَذِلَّة﴾ قَليلَة ثلثمِائة وَثَلَاث عشر رجلا ﴿فَاتَّقُوا الله﴾ فاخشوا الله فِي أَمر الْحَرْب وَلَا تخالفوا السُّلْطَان الَّذِي مَعكُمْ ﴿لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ لكَي تشكروا نصرته وَنعمته
﴿إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ يَوْم أحد ﴿أَلَنْ يَكْفِيكُمْ﴾ مَعَ عَدوكُمْ ﴿أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ﴾ أَن ينصركم ربكُم ﴿بِثَلاَثَةِ آلاَفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَة مُنزَلِينَ﴾ من السَّمَاء لنصرتكم
﴿بلَى﴾ يكفيكم ﴿إِن تَصْبِرُواْ﴾ مَعَ نَبِيكُم فِي الْحَرْب ﴿وَتَتَّقُواْ﴾ مَعْصِيَته ومخالفته ﴿وَيَأْتُوكُمْ﴾ يَعْنِي أهل مَكَّة ﴿مِّن فَوْرِهِمْ هَذَا﴾ من وَجه مَكَّة ﴿يُمْدِدْكُمْ﴾ ينصركم ﴿رَبُّكُمْ﴾ على عَدوكُمْ ﴿بِخَمْسَةِ آلَاف مِّنَ الْمَلَائِكَة مُسَوِّمِينَ﴾ معلمين وَيُقَال متعممين بعمائم الصُّوف
﴿وَمَا جَعَلَهُ الله﴾ مَا ذكر الله المدد ﴿إِلاَّ بشرى لَكُمْ﴾ بالنصرة ﴿وَلِتَطْمَئِنَّ﴾ لتسكن ﴿قُلُوبُكُمْ بِهِ﴾ بالمدد ﴿وَمَا النَّصْر﴾ بِالْمَلَائِكَةِ ﴿إِلاَّ مِنْ عِنْد الله﴾


الصفحة التالية
Icon