﴿وَلِيُمَحِّصَ﴾ ليبين ﴿مَا فِي قُلُوبِكُمْ﴾ من النِّفَاق ﴿وَالله عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُور﴾ بِمَا فِي الْقُلُوب من الْخَيْر وَالشَّر يَعْنِي الْمُنَافِقين وَيُقَال الرُّمَاة
ثمَّ ذكر المنهزمين يَوْم أحد فَقَالَ ﴿إِنَّ الَّذين تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ﴾ بالهزيمة عُثْمَان بن عَفَّان وَأَصْحَابه ﴿يَوْمَ التقى الْجَمْعَانِ﴾ جمع مُحَمَّد وَجمع أبي سُفْيَان ﴿إِنَّمَا استزلهم الشَّيْطَان﴾ زين لَهُم الشَّيْطَان أَن مُحَمَّدًا قتل فَانْهَزَمُوا سِتَّة فراسخ وَكَانُوا سِتَّة نفر ﴿بِبَعْضِ مَا كَسَبُواْ﴾ بتركهم المركز ﴿وَلَقَدْ عَفَا الله عَنْهُمْ﴾ إِذْ لم يَسْتَأْصِلهُمْ ﴿إِنَّ الله غَفُورٌ﴾ لمن تَابَ مِنْهُم ﴿حَلِيم﴾ إِذْ لم يعجل لَهُم الْعقُوبَة
ثمَّ قَالَ لأَصْحَاب مُحَمَّد ﴿يَا أَيُّهَا الَّذين آمَنُواْ﴾ بِمُحَمد وَالْقُرْآن ﴿لاَ تَكُونُواْ﴾ فِي الْحَرْب ﴿كَالَّذِين كَفَرُواْ﴾ فِي السِّرّ يَعْنِي عبد الله بن أبي وَأَصْحَابه فِي الطَّرِيق إِلَى الْمَدِينَة ﴿وَقَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ﴾ الْمُنَافِقين ﴿إِذَا ضَرَبُواْ فِي الأَرْض﴾ إِذا خَرجُوا مَعَ أَصْحَاب مُحَمَّد فِي سفر ﴿أَوْ كَانُواْ غُزًّى﴾ أَو خَرجُوا فِي غزَاة مَعَ نَبِيّهم ﴿لَّوْ كَانُواْ عِنْدَنَا﴾ فِي الْمَدِينَة ﴿مَا مَاتُواْ﴾ فِي سفرهم ﴿وَمَا قُتِلُواْ﴾ فِي غزاتهم ﴿لِيَجْعَلَ الله ذَلِك﴾ يَقُول ليجعل الله ذَلِك الظَّن ﴿حَسْرَةً﴾ حزنا ﴿فِي قُلُوبِهِمْ وَالله يُحْيِي﴾ فِي السّفر ﴿وَيُمِيتُ﴾ فِي الْحَضَر ﴿وَالله بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ تَقولُونَ ﴿بَصِيرٌ﴾
﴿وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ الله﴾ يَا معشر الْمُنَافِقين ﴿أَوْ مُتُّمْ﴾ فِي بُيُوتكُمْ وكنتم مُخلصين ﴿لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ الله﴾ لذنوبكم ﴿وَرَحْمَةٌ﴾ من الْعَذَاب ﴿خَيْرٌ﴾ لكم ﴿مِّمَّا يَجْمَعُونَ﴾ فِي الدُّنْيَا من الْأَمْوَال
﴿وَلَئِنْ مُّتُّمْ﴾ فِي حضر أَو سفر ﴿أَوْ قُتِلْتُمْ﴾ فِي غزَاة ﴿لإِلَى الله تُحْشَرُونَ﴾ بعد الْمَوْت
﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ﴾ فبرحمة ﴿مِّنَ الله لِنتَ لَهُمْ﴾ جَانِبك وجناحك ﴿وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً﴾ بِاللِّسَانِ ﴿غَلِيظَ الْقلب﴾ غليظاً بِالْقَلْبِ ﴿لاَنْفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ﴾ لتفرقوا من عنْدك ﴿فَاعْفُ عَنْهُمْ﴾ عَن أَصْحَابك فِي شَيْء يكون مِنْهُم ﴿واستغفر لَهُمْ﴾ من ذَلِك الذَّنب ﴿وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمر﴾ فِي أَمر الْحَرْب ﴿فَإِذَا عَزَمْتَ﴾ صرفت على شَيْء ﴿فَتَوَكَّلْ عَلَى الله﴾ بالنصر والدولة ﴿إِنَّ الله يُحِبُّ المتوكلين﴾ عَلَيْهِ
﴿إِن يَنصُرْكُمُ الله﴾ مثل يَوْم بدر ﴿فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ﴾ فَلَا يغلب عَلَيْكُم أحد من عَدوكُمْ ﴿وَإِن يَخْذُلْكُمْ﴾ مثل يَوْم أحد ﴿فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم﴾ على عَدوكُمْ ﴿مِّنْ بَعْدِهِ﴾ من بعد خذلانه ﴿وَعَلَى الله فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾ وعَلى الْمُؤمنِينَ أَن يتوكلوا على الله بالنصرة والدولة
ثمَّ ذكر ظنهم بِالنَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن لَا يقسم لنا من الْغَنَائِم شَيْئا ولقبل ذَلِك تركُوا المركز فَقَالَ ﴿وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ﴾ مَا جَازَ لنَبِيّ ﴿أَنْ يَغُلَّ﴾ أَن يخون أمته فِي الْغَنَائِم وَإِن قَرَأت أَن يغل يَقُول أَن تخونه أمته ﴿وَمَن يَغْلُلْ﴾ من الْغَنَائِم شَيْئا ﴿يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَة﴾ حَامِلا لَهُ على عُنُقه ﴿ثُمَّ توفى﴾ توفر ﴿كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ﴾ بِمَا عملت من الْغلُول وَغَيره ﴿وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ﴾ لَا ينقص من حسناتهم وَلَا يُزَاد على سيئاتهم
﴿أَفَمَنِ اتبع رِضْوَانَ الله﴾ فِي أَخذ الْخمس وَترك الْغلُول ﴿كَمَن بَآءَ بِسَخْطٍ مِّنَ الله﴾ كمن اسْتوْجبَ عَلَيْهِم سخط الله بالغلول ﴿وَمَأْوَاهُ﴾ مصير الغال ﴿جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمصير﴾ صَارُوا إِلَيْهِ
﴿هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ الله﴾


الصفحة التالية
Icon