مِنْهُم) مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى بدر الصُّغْرَى ﴿وَاتَّقوا﴾ مَعْصِيّة الله وَمُخَالفَة الرَّسُول ﴿أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾ ثَوَاب وافر فِي الْجنَّة وَنزل فيهم أَيْضا
﴿الَّذين قَالَ لَهُمُ النَّاس﴾ نعيم بن مَسْعُود الْأَشْجَعِيّ ﴿إِنَّ النَّاس﴾ أَبَا سُفْيَان وَأَصْحَابه ﴿قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ﴾ باللطيمة واللطيمة سوق فِي قرب مَكَّة ﴿فَاخْشَوْهُمْ﴾ بِالْخرُوجِ إِلَيْهِم ﴿فَزَادَهُمْ إِيمَاناً﴾ جَرَاءَة بِالْخرُوجِ إِلَيْهِم ﴿وَقَالُواْ حَسْبُنَا الله﴾ ثقتنا بِاللَّه ﴿وَنِعْمَ الْوَكِيل﴾ الْكَفِيل بالنصرة
﴿فانقلبوا﴾ رجعُوا ﴿بِنِعْمَةٍ مِّنَ الله﴾ بِثَوَاب من الله ﴿وَفَضْلٍ﴾ ربح مِمَّا تسوقوا بِهِ من السُّوق وَيُقَال غنيمَة ﴿لَّمْ يَمْسَسْهُمْ﴾ لم يصبهم فِي الذّهاب والمجيء ﴿سوء﴾ قتال وهزيمة ﴿وَاتبعُوا رِضْوَانَ الله﴾ فِي الموافاة مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى بدر الصُّغْرَى ﴿وَالله ذُو فَضْلٍ﴾ ذُو منّ ﴿عَظِيمٍ﴾ بِدفع الْعَدو عَنْهُم
﴿إِنَّمَا ذَلِكُم الشَّيْطَان﴾ الَّذِي خوفكم الشَّيْطَان يَعْنِي نعيم بن مَسْعُود سَمَّاهُ الله شَيْطَانا لِأَنَّهُ كَانَ تَابعا للشَّيْطَان ولوسوسته ﴿يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ﴾ يَقُول يخوفكم بأوليائه الْكفَّار ﴿فَلاَ تَخَافُوهُمْ﴾ بِالْخرُوجِ ﴿وَخَافُونِ﴾ بِالْجُلُوسِ ﴿إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ﴾ إِذْ كُنْتُم مُصدقين بأحيائه
ثمَّ ذكر مسارعة الْمُنَافِقين فِي الْولَايَة مَعَ الْيَهُود فَقَالَ ﴿وَلاَ يَحْزُنكَ﴾ يَا مُحَمَّد وَلَا يغمك ﴿الَّذين يُسَارِعُونَ﴾ يبادرون ﴿فِي الْكفْر﴾ أَي مسارعة الْمُنَافِقين فِي الْولَايَة مَعَ الْيَهُود ﴿إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّواْ الله﴾ لن ينقصوا الله بمسارعتهم فِي الْولَايَة مَعَ الْيَهُود ﴿شَيْئاً يُرِيدُ الله﴾ أَرَادَ الله ﴿أَلاَّ يَجْعَلَ لَهُمْ﴾ للْيَهُود الْمُنَافِقين ﴿حَظّاً﴾ نَصِيبا ﴿فِي الْآخِرَة﴾ فِي الْجنَّة ﴿وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ شَدِيد أَشد مَا يكون
﴿إِنَّ الَّذين اشْتَروا الْكفْر بِالْإِيمَان﴾ اخْتَارُوا الْكفْر على الْإِيمَان هم المُنَافِقُونَ ﴿لَن يَضُرُّواْ الله﴾ لن ينقصوا الله باختيارهم الْكفْر ﴿شَيْئاً وَلهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ وجيع يخلص وَجَعه إِلَى قُلُوبهم
ثمَّ ذكر إمهاله لَهُم فِي الْكفْر فَقَالَ ﴿وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذين كَفَرُواْ﴾ لَا يظنن الْيَهُود ﴿أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ﴾ نمهلهم ونعطيهم من الْأَمْوَال وَالْأَوْلَاد ﴿خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ﴾ ونعطيهم من الْأَمْوَال ولأولاد ﴿ليزدادوا إِثْمَاً﴾ ذَنبا فِي الدُّنْيَا ودركات فِي الْآخِرَة ﴿وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ﴾ يهانون بِهِ يَوْمًا فيوماً وَسَاعَة بعد سَاعَة وَيُقَال شَدِيد وَيُقَال نزلت من قَوْله وَلاَ يَحْزنكَ إِلَى هَهُنَا فِي مُشْركي أهل مَكَّة يَوْم أحد
ثمَّ ذكر مقَالَة الْمُشْركين لمُحَمد أَنْت تَقول لنا مِنْكُم كَافِر ومنكم مُؤمن فَبين لنا يَا مُحَمَّد من يُؤمن منا وَمن لَا يُؤمن فَقَالَ ﴿مَّا كَانَ الله لِيَذَرَ الْمُؤمنِينَ﴾ والكافرين ﴿على مَآ أَنْتُمْ عَلَيْهِ﴾ من الدّين حَتَّى يصير الْمُؤمن كَافِرًا وَالْكَافِر مُؤمنا إِن كَانَ فِي قَضَائِهِ كَذَلِك ﴿حَتَّى يَمِيزَ الْخَبيث مِنَ الطّيب﴾ الشقي من السعيد وَالْكَافِر من الْمُؤمن وَالْمُنَافِق من المخلص ﴿وَمَا كَانَ الله لِيُطْلِعَكُمْ﴾ يَا أهل مَكَّة ﴿عَلَى الْغَيْب﴾ على ذَلِك حَتَّى تعلمُوا من يُؤمن وَمن لَا يُؤمن ﴿وَلَكِنَّ الله يَجْتَبِي﴾ يصطفي ﴿من رسله من يَشَاء﴾ يَعْنِي مُحَمَّد فيطلعه على بعض ذَلِك بِالْوَحْي ﴿فَآمِنُواْ بِاللَّه وَرُسُلِهِ﴾ وبجملة الرُّسُل والكتب ﴿وَإِن تُؤْمِنُواْ﴾ بِاللَّه وبجملة الْكتب وَالرسل ﴿وَتَتَّقُواْ﴾ الْكفْر والشرك ﴿فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾ ثَوَاب وافر فِي الْجنَّة
ثمَّ ذكر بخلهم يَعْنِي الْيَهُود وَالْمُنَافِقِينَ بِمَا أَعْطَاهُم الله فَقَالَ ﴿وَلاَ يَحْسَبَنَّ﴾ لَا يظنن ﴿الَّذين يَبْخَلُونَ بِمَآ آتَاهُمُ الله﴾ أَعْطَاهُم الله ﴿مِن فَضْلِهِ﴾ من المَال ﴿هُوَ خَيْراً لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ﴾ سَيجْعَلُ ﴿مَا بَخِلُواْ بِهِ﴾ من المَال يَعْنِي الذَّهَب وَالْفِضَّة طوقامن النَّار فِي عنقهم ﴿يَوْمَ الْقِيَامَة وَللَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَات وَالْأَرْض﴾ خَزَائِن السَّمَوَات الْمَطَر وَالْأَرْض النَّبَات وَيُقَال يَمُوت أهل السَّمَوَات وَالْأَرْض وَيبقى الْملك لله الْوَاحِد القهار ﴿وَالله بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ من الْبُخْل والسخاء ﴿خَبِيرٌ﴾
ثمَّ ذكر مقَالَة الْيَهُود فنحَاص بن عازوراء وَأَصْحَابه حِين قَالُوا يَا مُحَمَّد إِن الله فَقير يطْلب منا الْقَرْض فَقَالَ ﴿لَّقَدْ سَمِعَ الله قَوْلَ الَّذين قَالُوا﴾


الصفحة التالية
Icon