﴿وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِّيثَاقاً غَلِيظاً﴾ وثيقاً فِي مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
﴿فَبِمَا نَقْضِهِمْ﴾ فبنقضهم ﴿مِّيثَاقَهُمْ﴾ فعلنَا بهم مَا فعلنَا ﴿وَكُفْرِهِم بَآيَاتِ الله﴾ وبكفرهم بِمُحَمد وَالْقُرْآن ضربت عَلَيْهِم الْجِزْيَة ﴿وَقَتْلِهِمُ﴾ وبقتلهم ﴿الأنبيآء بِغَيْرِ حَقٍّ﴾ بِغَيْر جرم أهلكناهم ﴿وَقَوْلِهِمْ﴾ وبقولهم ﴿قُلُوبُنَا غُلْفٌ﴾ أوعية لكل علم وَهِي لَا تعي كلامك وعلمك ﴿بَلْ طَبَعَ الله عَلَيْهَا﴾ بل لَيْسَ كَمَا قَالُوا وَلَكِن ختم الله على قُلُوبهم ﴿بِكُفْرِهِمْ﴾ بِمُحَمد وَالْقُرْآن ﴿فَلاَ يُؤْمِنُونَ﴾ بِمُحَمد وَالْقُرْآن ﴿إِلاَّ قَلِيلاً﴾ عبد الله بن سَلام وَأَصْحَابه
﴿وَبِكُفْرِهِمْ﴾ بِعِيسَى وَالْإِنْجِيل ﴿وَقَوْلِهِمْ﴾ وبقولهم ﴿على مَرْيَمَ بهتانا عَظِيما﴾ وَهِي الْقرْيَة جعلناهم خنازير
﴿وَقَوْلِهِمْ﴾ وبقولهم ﴿إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيح عِيسَى ابْن مَرْيَمَ رَسُولَ الله﴾ أهلك الله صَاحبهمْ تطيانوس ﴿وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ﴾ ألقِي شبه عِيسَى على تطيانوس فَقَتَلُوهُ بدل عِيسَى ﴿وَإِنَّ الَّذين اخْتلفُوا فِيهِ﴾ فِي قَتله ﴿لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ﴾ من قَتله ﴿مَا لَهُمْ بِهِ﴾ بقتْله ﴿مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاع الظَّن﴾ وَلَا الظَّن ﴿وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً﴾ أَي يَقِينا مَا قَتَلُوهُ
﴿بَل رَّفَعَهُ الله إِلَيْهِ﴾ إِلَى السَّمَاء ﴿وَكَانَ الله عَزِيزاً﴾ بالنقمة من أعدائه ﴿حَكِيماً﴾ بالنصرة لأوليائه نجى نبيه وَأهْلك صَاحبهمْ
﴿وَإِن مِّنْ﴾ وَمَا من ﴿أَهْلِ الْكتاب﴾ الْيَهُود وَالنَّصَارَى أحد ﴿إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ﴾ بِعِيسَى أَنه لم يكن ساحراً وَلَا الله وَلَا ابْنه وَلَا شَرِيكه ﴿قَبْلَ مَوْتِهِ﴾ قبل خُرُوج نَفسه بعد نزُول عِيسَى ثمَّ يَمُوت بعد كل يَهُودِيّ يكون فِي زمنهم ﴿وَيَوْمَ الْقِيَامَة يَكُونُ﴾ عِيسَى ﴿عَلَيْهِمْ شَهِيداً﴾ بالبلاغ
﴿فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذين هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ﴾ يَقُول فبظلمهم ﴿وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ الله﴾ عَن ذكر دين الله ﴿كَثِيراً﴾
﴿وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا﴾ وباستحلال الرِّبَا ﴿وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ﴾ فِي التَّوْرَاة ﴿وَأَكْلِهِمْ﴾ وبأكلهم ﴿أَمْوَالَ النَّاس بِالْبَاطِلِ﴾ بالظلم والرشوة حرمنا عَلَيْهِم طَيّبَات الثروب من الشحوم وَلحم الْإِبِل وَأَلْبَانهَا أحلّت لَهُم كَانَت عَلَيْهِم حَلَالا ﴿وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ﴾ من الْيَهُود ﴿عَذَاباً أَلِيماً﴾ وجيعاً يخلص وَجَعه إِلَى قُلُوبهم
﴿لَكِن الراسخون﴾ البالغون ﴿فِي الْعلم﴾ فِي علم التَّوْرَاة ﴿مِنْهُمْ﴾ من أهل الْكتاب عبد الله بن سَلام وَأَصْحَابه يقرونَ بِالْقُرْآنِ وَسَائِر الْكتب وَإِن لم تقر بِهِ الْيَهُود ﴿والمؤمنون﴾ وَجُمْلَة الْمُؤمنِينَ ﴿يُؤْمِنُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيكَ﴾ من الْقُرْآن ﴿ومآ أنزل من قبلك﴾ على سَائِر الْأَنْبِيَاء ﴿والمقيمين الصَّلَاة﴾ المتمين الصَّلَوَات الْخمس ﴿والمؤتون الزَّكَاة﴾ المؤدون زَكَاة أَمْوَالهم أَيْضا يقرونَ بِالْقُرْآنِ وَسَائِر الْكتب ﴿والمؤمنون بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر﴾ بِالْبَعْثِ بعد الْمَوْت أَيْضا يقرونَ بِالْقُرْآنِ وَسَائِر الْكتب وكل هَؤُلَاءِ يقرونَ بِالْقُرْآنِ وَسَائِر الْكتب إِن لم يقربهَا الْيَهُود ثمَّ بيَّن ثوابهم فَقَالَ ﴿أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ﴾ سنعطيهم ﴿أَجْراً عَظِيماً﴾ ثَوابًا وافراً فِي الْجنَّة
﴿إِنَّآ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ﴾ أرسلنَا إِلَيْك جِبْرِيل بِالْقُرْآنِ ﴿كَمَآ أَوْحَيْنَآ إِلَى نُوحٍ والنبيين مِن بَعْدِهِ﴾ من بعد نوح ﴿وَأَوْحَيْنَآ إِلَى إِبْرَاهِيمَ﴾ أرسلنَا جِبْرِيل أَيْضا إِلَى إِبْرَاهِيم ﴿وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ والأسباط﴾ أَوْلَاد يَعْقُوب ﴿وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسليمَان وآتينا﴾


الصفحة التالية
Icon