بالنصرة ﴿إِن كُنتُم﴾ إِذْ كُنْتُم ﴿مُّؤْمِنِينَ﴾ وَيُقَال وَقَالَ رجلَانِ من الَّذين يخَافُونَ مُوسَى خَافُوا من مُوسَى وهما من الجبارين أنعم الله عَلَيْهِمَا بِالتَّوْحِيدِ الْآيَة
﴿قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَّدْخُلَهَآ﴾ أَرض الجبارين ﴿أَبَداً مَّا داموا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْت وَرَبك﴾ سيدك هرون ﴿فَقَاتلا﴾ فَإِن رَبكُمَا يعينكما كَمَا أعانكما على فِرْعَوْن وَقَومه ﴿إِنَّا هَا هُنَا قَاعِدُونَ﴾ منتظرون
﴿قَالَ رَبِّ﴾ قَالَ مُوسَى يَا رب ﴿إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي﴾ يَقُول لَا أقدر إِلَّا على نَفسِي وَأخي هَارُون ﴿فافرق بَيْنَنَا﴾ فَاقْض بَيْننَا ﴿وَبَيْنَ الْقَوْم الْفَاسِقين﴾ العاصين
﴿قَالَ﴾ الله يَا مُوسَى ﴿فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ﴾ الدُّخُول فِيهَا بعد مَا سميتهم فاسقين ﴿أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْض﴾ يتحيرون فِي أَرض التيه وَهِي سبع فراسخ لَا يقدرُونَ أَن يخرجُوا وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلا ﴿فَلاَ تَأْسَ﴾ فَلَا تحزن ﴿عَلَى الْقَوْم الْفَاسِقين﴾
﴿واتل عَلَيْهِمْ﴾ اقْرَأ عَلَيْهِم يَا مُحَمَّد ﴿نَبَأَ﴾ خبر ﴿ابْني آدَمَ بِالْحَقِّ﴾ بِالْقُرْآنِ ﴿إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا﴾ من هابيل ﴿وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخر﴾ من قابيل ﴿قَالَ﴾ قابيل لهابيل ﴿لأَقْتُلَنَّكَ﴾ يَا هابيل ﴿قَالَ﴾ لم قَالَ لِأَن الله تقبل قربانك وَلم يتَقَبَّل قرباني قَالَ هابيل ﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ الله مِنَ الْمُتَّقِينَ﴾ من الصَّادِقين بالْقَوْل وَالْفِعْل الزاكية الْقُلُوب وَلم تكن زاكي الْقلب
﴿لَئِن بَسَطتَ﴾ مددت ﴿إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي﴾ ظلما ﴿مَآ أَنَاْ بِبَاسِطٍ﴾ بماد ﴿يَدِيَ إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ﴾ ظلما ﴿إِنِّي أَخَافُ الله رَبَّ الْعَالمين﴾ بقتلك ظلما
﴿إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي﴾ أَن تُؤْخَذ بذنبي ﴿وَإِثْمِكَ﴾ ذَنْبك الَّذِي لقبل دمي ﴿فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّار﴾ فَتَصِير من أهل النَّار ﴿وَذَلِكَ جَزَآءُ الظَّالِمين﴾ النَّار جَزَاء الْمُعْتَدِينَ بالظلم
﴿فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ﴾ فتابعت لَهُ نَفسه ﴿قَتْلَ أَخِيهِ﴾ على قتل أَخِيه ﴿فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الخاسرين﴾ فَصَارَ من المغبونين بالعقوبة
﴿فَبَعَثَ الله غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الأَرْض﴾ يثير التُّرَاب من الأَرْض ليواري غراباً مَيتا ﴿لِيُرِيَهُ﴾ ليرى قابيل ﴿كَيفَ يواري﴾ يُغطي ﴿سوأة أَخِيه﴾ عَورَة أَخِيه فِي التُّرَاب ﴿قَالَ يَا ويلتى أَعَجَزْتُ﴾ أضعفت عَن الْحِيلَة ﴿أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَاب﴾ فِي الْحِيلَة ﴿فأواري﴾ فأغطى ﴿سوأة أَخِي﴾ عَورَة أخي بِالتُّرَابِ ﴿فَأَصْبَحَ مِنَ النادمين﴾ فَصَارَ نَادِما على مَا لم يوار عَورَة أَخِيه وَلم يكن نَادِما على قَتله
﴿مِنْ أَجْلِ ذَلِك﴾ من أجل قتل قابيل هابيل ظلما ﴿كَتَبْنَا على بني إِسْرَائِيلَ﴾ أَوجَبْنَا على بني إِسْرَائِيل فِي التَّوْرَاة ﴿أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ﴾ قتل نفسا مُتَعَمدا ﴿أَوْ فَسَادٍ﴾ شرك ﴿فِي الأَرْض فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاس جَمِيعاً﴾ يَقُول وَجَبت عَلَيْهِ النَّار بقتل نفس وَاحِدَة ظلما كَمَا لَو قتل النَّاس جَمِيعًا ﴿وَمَنْ أَحْيَاهَا﴾ كف عَن قَتلهَا ﴿فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً﴾ يَقُول وَجَبت لَهُ الْجنَّة بِعَفْو نفس وَاحِدَة كَمَا لَو عَفا النَّاس جَمِيعًا ﴿وَلَقَدْ جَآءَتْهُمْ﴾ يَعْنِي إِلَى بني إِسْرَائِيل ﴿رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ﴾ بِالْأَمر وَالنَّهْي والعلامات ﴿ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ﴾ من بني إِسْرَائِيل ﴿بَعْدَ ذَلِك﴾ بعد الرُّسُل