قَول الزُّور ﴿لِقَوْمٍ آخَرِينَ﴾ لأهل خَيْبَر ﴿لَمْ يَأْتُوكَ﴾ يَعْنِي أهل خَيْبَر فِيمَا حدث فيهم وَلَكِن سَأَلَ عَنْهُم بَنو قُرَيْظَة ﴿يُحَرِّفُونَ الْكَلم﴾ يغيرون صفة مُحَمَّد ونعته وَالرَّجم على الْمُحصن والمحصنة إِذا زَنَيَا ﴿مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ﴾ من بعد بَيَانه فِي التَّوْرَاة ﴿يَقُولُونَ﴾ يَعْنِي الرؤساء للسفلة وَيُقَال المُنَافِقُونَ عبد الله بن أبي وَأَصْحَابه ﴿إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا﴾ إِن أَمركُم مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْجلدِ ﴿فَخُذُوهُ﴾ فاقبلوا مِنْهُ وَاعْمَلُوا بِهِ ﴿وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ﴾ إِن لم يَأْمُركُمْ بِالْجلدِ مُحَمَّد وأمركم بِالرَّجمِ ﴿فاحذروا﴾ يَعْنِي إِن لم يكن يوافقكم على مَا تطلبون ويأمركم بِغَيْرِهِ فاحذروا وَلَا تقبلُوا مِنْهُ قَالَ الله عز وَجل ﴿وَمَن يُرِدِ الله فِتْنَتَهُ﴾ يَعْنِي كفره وشركه وَيُقَال فضيحته وَيُقَال اختباره ﴿فَلَن تَمْلِكَ لَهُ من الله﴾ من عَذَاب الله ﴿شَيْئا أُولَئِكَ﴾ يَعْنِي الْيَهُود وَالْمُنَافِقِينَ ﴿الَّذين لَمْ يُرِدِ الله أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ﴾ من الْمَكْر والخيانة والإصرار على الْكفْر ﴿لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ﴾ عَذَاب بِالْقَتْلِ والإجلاء ﴿وَلَهُم فِي الْآخِرَة عَذَاب عَظِيم﴾ أعظم مِمَّا يكون لَهُم فِي الدُّنْيَا
﴿سَمَّاعُونَ﴾ قوالون ﴿لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ﴾ للرشوة وَالْحرَام بتغيير حكم الله ﴿فَإِن جاؤوك﴾ يَا مُحَمَّد يَعْنِي بني قُرَيْظَة والنظير وَيُقَال أهل خَيْبَر ﴿فاحكم بَيْنَهُمْ﴾ بَين بني قُرَيْظَة وَالنضير بِالرَّجمِ وَيُقَال بَين أهل خَيْبَر ﴿أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ﴾ أَنْت بِالْخِيَارِ ﴿وَإِن تُعْرِضْ عَنْهُمْ﴾ وَلَا تحكم بَينهم ﴿فَلَن يَضُرُّوكَ﴾ لن ينقصوك ﴿شَيْئاً وَإِنْ حَكَمْتَ فاحكم بَيْنَهُمْ﴾ بَين بني قُرَيْظَة وَالنضير وَيُقَال بَيت أهل خَيْبَر ﴿بِالْقِسْطِ﴾ بِالرَّجمِ ﴿إِنَّ الله يُحِبُّ المقسطين﴾ العادلين بِكِتَاب الله العاملين بالزجم
﴿وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ﴾ على وَجه التَّعَجُّب فِي الرَّجْم ﴿وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاة فِيهَا﴾ فِي التَّوْرَاة ﴿حُكْمُ الله﴾ يَعْنِي الرَّجْم ﴿ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَلِك﴾ من بعد الْبَيَان فِي التَّوْرَاة وَالْقُرْآن ﴿وَمَآ أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ﴾ بِالتَّوْرَاةِ
﴿إِنَّآ أَنزَلْنَا التَّوْرَاة﴾ على مُوسَى ﴿فِيهَا﴾ فِي التَّوْرَاة ﴿هُدًى﴾ من الضَّلَالَة ﴿وَنُورٌ﴾ بَيَان الرَّجْم ﴿يَحْكُمُ بِهَا﴾ بِالتَّوْرَاةِ ﴿النَّبِيُّونَ الَّذين أَسْلَمُواْ﴾ الَّذين كَانُوا مُسلمين من لدن مُوسَى إِلَى عِيسَى وَبَينهمَا ألف نَبِي بَين الَّذين أَسْلمُوا ﴿لِلَّذِينَ هَادُواْ﴾ الْآبَاء الَّذين هادوا ﴿والربانيون﴾ يَقُول وَكَانَ يحكم بهَا الربانيون وَالْعُلَمَاء وَأَصْحَاب الصوامع دون الْأَنْبِيَاء ﴿والأحبار﴾ سَائِر الْعلمَاء ﴿بِمَا استحفظوا مِن كِتَابِ الله﴾ بِمَا عمِلُوا ودعوا من كتاب الله ﴿وَكَانُواْ عَلَيْهِ﴾ على الرَّجْم شُهَدَآءَ ﴿فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاس﴾ فِي إِظْهَار صفة مُحَمَّد ونعته وَالرَّجم ﴿واخشون﴾ فِي كتمانها ﴿وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي﴾ بكتمان صفة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ونعته وَآيَة الرَّجْم ﴿ثَمَناً قَلِيلاً﴾ عرضا يَسِيرا من المأكلة ﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ الله﴾ يَقُول وَمن لم يبين مَا بيَّن الله فِي التَّوْرَاة من صفة مُحَمَّد ونعته وَآيَة الرَّجْم ﴿فَأُولَئِك هُمُ الْكَافِرُونَ﴾ بِاللَّه وَالرَّسُول وَالْكتاب
﴿وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ﴾ فَرضنَا على بني إِسْرَائِيل ﴿فِيهَآ﴾ فِي التَّوْرَاة ﴿أَنَّ النَّفس بِالنَّفسِ﴾ عمدا وَفَاء ﴿وَالْعين بِالْعينِ﴾ عمدا وَفَاء ﴿وَالْأنف بالأنف﴾ عمدا وَفَاء ﴿وَالْأُذن بالأذن﴾ عمدا وَفَاء ﴿وَالسّن بِالسِّنِّ﴾ عمدا وَفَاء ﴿والجروح قِصَاصٌ﴾ حُكُومَة عدل ﴿فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ﴾ بالجراحة على الْجَارِح ﴿فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ﴾ للجريح وَيُقَال للجارح ﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بمآ أنزل الله﴾ يَقُول وَمن لم يبين مَا بيَّن الله فِي الْقُرْآن وَلم يعْمل ﴿فَأُولَئِك هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ الضارون لأَنْفُسِهِمْ فِي الْعقُوبَة