وقد كان يستدعى إليه العلماء، كما فعل مع أبي العباس الْمَلْتَاني (ت ٦٤٤ هـ)؛ وهذا الأمير هو الذي هرع إليه ابن الأبار -الذي سَيَلِي له العلامةَ فيما بعد- سفيرًا لابن مرْدَنِيش، يستفْتِحُ به ويستصْرخُه، لرتق ما انخرق من حُلَّة الوجود الإسلامي بالأندلس، إذْ أنشد بين يديه سينيته المبكية التي ولع بها المتأدبون -والتي لا تضارعها إلا نونية الرندي-:
أَدْرِكْ بخَيْلِك خيل الله أَنْدَلُسا | إنَّ السبيلَ إلى مَنْجَاتِهَا دَرَسَا |
نادتْك أندلسٌ فلب نداءَها | واجْعَلْ طواغيتَ الصَّلِيبِ فِدَاءَها |
وهو من الحفصيين الذين شجعوا العلماء على التصنيف في مختلف مجالات العلم حتى الطب، فهذا أحمد بن محمد، ابن الحشَّا، الطبيب التونسي (من رجال ق ٧ هـ)