فَوَفِّ بما عقَدتَ ولا تماطِل | فما تدري متى يأتى السفِيرُ |
ولا تتْبعْ هوى من لا يُبالي | بما يريد فالمولى غَيُورُ |
فقد وَضَحَ السبيلُ لِمن يراه | وبانَ الحق واتَّجَه المسيرُ |
"أقيموا الدينَ" قال اللهُ حقا | وعمّا به شرعت فلا تجور |
فلا يخدعْكُم عنها خيال | ووسواس يلتمُّ به الغرور |
بذلتُ نصيحتي شَغَفاً وحُبّا | وألجأ للإله وأستجير |
به من شَرِّ مَن يُرْدي ويُعْدي | فما لله ضدٌّ أو نظير |
فلا تحتجَّ لأكل المال ظلما | فظلمُ الناس شر مستطير |
ولا يغررْك غرارُ قوم | عبوس من ورائك قمطرير |
ولا ترجع بما عاملت ربا | به إن التجارة لا تبور |
وقم بالشكر إن الله يرضى | بشكر عباده وهو الشكور |
وقد بالغ في إكرام العلماء والأدباء، ومن مفاخره إقامتُه لخزانة الكتب التي جعلها بجوف جامع الزيتونة، وقد أوقف عليها أحباسا عظمى من الزياتين وغيرها بدرجة تفوق كفايتها.
...
- محمد بن أحمد الحفصي الأمير، ابن السلطان أبي العباس، أخو السلطان أبي فارس صاحب تونس، ويعرف بالحسين:
كان من جلة فقهاء تونس وعلمائها، علامة محققا، أخذ عن ابن عرفة وعيسى الغبريني وغيرهما؛ ورافق البسيلي في الطلب، وهو الذي طالبه بنسخة من تفسيره في