وقدّم المضي على الرجوع، لأنه أهون من المضي؛ إذ المضيُّ لا يقتضي تقدُّمَ سلوك الطريق بخلاف الرجوع، فكأنه قال: "لا يسَتطيعون مُضيّاً ولا أقل من ذلكَ".
قلت: فالعطف تأسيس لا تأكيد.
٦٨ - ﴿وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ﴾:
خ: "قد مَرَّ أنّ قوله (أَلمَ اَعْهَدِ اِلَيْكُمْ) الآية، قطع الأعذار بسبق الإنذار. وشَرَعَ هنا في قطع عذرَ آخَر، وهو أن الكافر يقول: لم يكن لُبْثُنا في الدنيا إلا يسيرا، ولو عمرتنا لما قصّرنا. فقال: ألا تعقلون أنكم كلما دخلتم في السن ضعُفتم، وقد عمرناكم مقدارَ ما تتمكنون من النظر؛ كما قال تعالى (أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ) وعلمتم أنّ الزمانَ كلما مَر عليكم ازداد ضعفُكم فعصيتم زمان الإمكان".
٦٩ - ﴿وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ﴾:
خ: "لما ذكر أصل الوحدانية في قوله (ألَمَ اَعْهَدِ اِلَيْكُمْ) الآية، إلى قوله (وَأَنُ اعْبُدُونِي)، ثم ذكر أصل الحشر في قوله (اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا