- أحدهما: أنه جعل لها زمانا، لأن "إذا" ظرف زمان، وكل زمان حادث.
- الثاني: أنه تعالى جعل إرادته متصلةً بقوله "كُنْ"، وقولَه "كن" متصلا بكون الشيءِ ووقوعِه، لأنّ الفاء في (فَيَكُونُ) للتعقيب، لكنّ الكونَ حادثٌ، وما قبل الحادث متصلاً به حادث، والفلاسفة وافقوهم في ذلك من وجه آخر فقالوا: إرادتُه متصلةٌ بأمره، وأمرُه متصل بالكون، لكنّ إرادتَه قديمةٌ، فكذا مكوناتُه.
وجوابُهما أن المفهوم من قوله (إِذَا أَرَادَ) من حيث اللغة، إذا تعلقت إرادته بالشيء؛ لأن أداة الشرط إذا دخلت على الماضي صيَّرتْه مستقبلا، ونحن نقول: مفهوم قولنا "أراد ويريد وعلم ويعلم"، يجوز أن يدْخُلَه الحدوث، وأن للَّه صفة قديمة هي الإرادة، فتلك الصفة إذا تعلقت بشيء نقول "أراد ويريد"، وقبل التعلق لا نقول "أراد"، وإنما نقول: له إرادة وهو بها مريد. فالإرادة أمر ثابت، إن تعلقت بوجود شيء قيل: أراد وجوده أو يريد وجوده؛ وهذا معنى قول أهل السنة: تعلق الإرادة حادث.
وقال المعتزلة والكرامية: كلام اللَّه تعالى حروف وأصوات، وهو حادث؛ أما أنه حادث، فلما مرَّ من الوجهين: أحدهما أنه زماني؛ والثاني أنه متصل بكون حادث.


الصفحة التالية
Icon