وعلى تسليم منْعه، فذلك في الفعل الماضي لوقوعه على صفة واحدة قد مضتْ وانقطعَت، فلا يَعْرِضُ لها التغْيير؛ وأما المضارع فهو قابلٌ للتغير والاختلاف، فتأكيدُه يفيدُ عَدَمَ انتقالهم عن ذلك الظن.
وأجاب بعضُهم بأنَّ (ظَنًّا) أفادَ بتنكيره التقليل. وفي الآية لَفٌّ ونشْر، فجملة (مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ) لقوله (وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا)، وجملة (إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا) لقوله (إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ)، وكذا جملة (وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ)، والعطفُ ترقٍّ، أي لم يحصلْ لنا منها إلا الظن، بل عدم اليقين الأعم من الظن والشك.