"اذكر"، وأما ما هو إنذارٌ لأمته فيعبِّر عنه بلفظ "اتل" مثل (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ).
﴿وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ﴾:
أي تضافرت بالإنذار، فيوخذ منه الترجيح بالعدد في باب الشهادة، وتقريرُه أن الآية دلَّتْ على أنّ اشتراك المماثل مع مماثله في قول مفيدٌ، وكل مفيد مرجّح، فاشتراكُ الأمثال مرجّح؛ بيان الصغرى أن قوله تعالى (وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ) بمعنى تضافرت بالإنذار، وهو مماثل لهم في إنذار قومه أيضا، فدل عَلى أن العدد يفيد.
٢٣ - ﴿قَالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ﴾:
الذي لا يعرض له التبدل عند اللَّه.
﴿وَلَكِنِّي﴾:
شرطُ الاستدراك بـ "لكن" مخالفةُ ما بعدَها لما قبلها، وتقريرُه أن الاستدراكَ فيها مِن لازم ماَ قبلَها، لأنّ لازمَ التبليغ علمُ المبَلّغ إليهم بما يسمعون، فأخبَر عنهم أنَّهُم جاهلون، أي الجهلَ المركب؛ لأن الجهل البسيط مشتركٌ بينهم وبين غيرِهم من المومنين، علموا وهؤلاء لم يعلموا.


الصفحة التالية
Icon