بالرسالة، وهو متصفٌ بها دائما، لكن تقسيم ابن عطية الشهادة إلى تحمل وأداء، أمّا بالتحمّل فهي حقيقةٌ لغوية، وفي الأداء حقيقةٌ اصطلاحية.
فإنْ قلت: استعمل لفظ "شاهدا" في حقيقته ومجازه؛ لأنه شاهد على من رآه وعاصَرَه حقيقةً وعلى الأمم السابقة بالسَّمَاع.
قلت: بل الكلُّ حقيقة، لنَصِّ ابن رشد على أن شهادة السماع إنما تَصْدُقُ على ما لم يُحَصَّل فيه العلم، وأما إذا كان السماع فاشياً مُحَصِّلا للعلم، فلا يقال في الشهادة المستنِدة إليه أمَّا شهادةُ سماع، كعِلْمِنا بوجود مكةَ وشبهها.