وَالْخَطَأُ الِاسْمُ يَقُومُ مَقَامَ الْإِخْطَاءِ، وَهُوَ ضِدُّ الصَّوَابِ. وَفِيهِ لُغَتَانِ: الْقَصْرُ وَهُوَ الْجَيِّدُ، وَالْمَدُّ وَهُوَ قَلِيلٌ، وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا" خَطْأً" بِفَتْحِ الْخَاءِ وَسُكُونِ الطَّاءِ وَهَمْزَةٍ. وَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ بِكَسْرِ الْخَاءِ وَفَتْحِ الطَّاءِ وَمَدِّ الْهَمْزَةِ. قَالَ النَّحَّاسُ: وَلَا أَعْرِفُ لِهَذِهِ الْقِرَاءَةِ وَجْهًا، وَلِذَلِكَ جَعَلَهَا أَبُو حَاتِمٍ غَلَطًا. قَالَ أَبُو عَلِيٍّ: هِيَ مَصْدَرٌ مِنْ خَاطَأَ يُخَاطِئُ، وَإِنْ كُنَّا لَا نَجِدُ خَاطَأَ، وَلَكِنْ وَجَدْنَا تَخَاطَأَ، وَهُوَ مُطَاوِعُ خَاطَأَ، فَدَلَّنَا عَلَيْهِ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
تَخَاطَأَتِ النَّبْلُ أحشاءه | وأخّر «١» يومى فلم أعجل |
تَخَاطَأَهُ الْقَنَّاصُ حَتَّى وَجَدْتُهُ | وَخُرْطُومُهُ فِي مَنْقَعِ الْمَاءِ رَاسِبُ |
أَلَا أَبْلِغَا خُلَّتِي جَابِرًا | بِأَنَّ خَلِيلَكِ لَمْ يُقْتَلِ |
تَخَاطَأَتِ النَّبْلُ أَحْشَاءَهُ | وَأُخِّرَ «٢» يَوْمِي فَلَمْ يَعْجَلِ |
[سورة الإسراء (١٧): آية ٣٢]
وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَساءَ سَبِيلاً (٣٢)
فِيهِ مَسْأَلَةٌ وَاحِدَةٌ: قَالَ الْعُلَمَاءُ: قَوْلُهُ تَعَالَى (وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى) أَبْلَغُ مِنْ أَنْ يَقُولَ: وَلَا تَزْنُوا، فَإِنَّ معناه لا تدنوا من الزنى. والزنى يُمَدُّ وَيُقْصَرُ، لُغَتَانِ. قَالَ الشَّاعِرُ:
كَانَتْ فَرِيضَةَ مَا تَقُولُ كَمَا | كَانَ الزِّنَاءُ فَرِيضَةَ الرَّجْمِ |
(١). أخر: بعني يتأخر، ويجوز" أخر" بضم الهمزة وشد الخاء مع الكسر.
(٢). أخر: بعني يتأخر، ويجوز" أخر" بضم الهمزة وشد الخاء مع الكسر.
(٢). أخر: بعني يتأخر، ويجوز" أخر" بضم الهمزة وشد الخاء مع الكسر.