وَهَذَا الْبَيْتُ فِي قَصِيدَةٍ لَهُ «١». قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ:" هؤُلاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطانٍ بَيِّنٍ". قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: أَيْ بِحُجَّةٍ بَالِغَةٍ." فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً. وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَما يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقاً. وَتَرَى الشَّمْسَ إِذا طَلَعَتْ تَتَزاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذاتَ الْيَمِينِ وَإِذا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذاتَ الشِّمالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ". قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: تَزَاوَرُ تَمِيلُ، وَهُوَ مِنَ الزَّوْرِ. وَقَالَ أَبُو الزَّحْفِ الْكُلَيْبَيُّ «٢» يَصِفُ بَلَدًا:
«٣»
جَدْبُ الْمُنَدَّى عَنْ هَوَانَا أَزْوَرُ | يَنْضِي الْمَطَايَا خِمْسُهُ العشنزر |
إِلَى ظُعُنٍ يَقْرِضْنَ أَقْوَازَ مُشْرِفِ | شِمَالًا وَعَنْ أَيْمَانِهِنَّ الْفَوَارِسُ «٥» |
أَلْبَسْتَ قَوْمَكَ مَخْزَاةً وَمَنْقَصَةً | حَتَّى أُبِيحُوا وَحَلُّوا فَجْوَةَ الدَّارِ |
وَدِّعْ هُرَيْرَةَ إِنَّ الرَّكْبَ مُرْتَحِلُ | وَهَلْ تُطِيقُ وداعا أيها الرجل |
(٣). قبله:
ودون ليلى بلد سمهدر
وبلد سمهدر: بعيد مضلة واسع. والمندى: حيث يرتع ساعة من النهار. والأزور: الطريق المعوج. وأنضى البعير: هزله بكثرة السير. والخمس (بكسر السين) من إظماء الإبل، أن ترعى ثلاثة أيام وترد اليوم الرابع. والعشنزر: الشديد.
(٤). يعنى بالبيتين هنا شطري الرجز.
(٥). القوز (بالفتح): العالي من الرمل كأنه جبل. والفوارس: رمال بالدهناء.
(٦). مطلعها:
ألم تسأل اليوم الرسوم الدوارس | بحزوى وهل تدرى القفار البسابس |