أَتَنْتَهُونَ وَلَا يَنْهَى ذَوِي شَطَطٍ «١» | كَالطَّعْنِ يَذْهَبُ فِيهِ الزَّيْتُ وَالْفُتُلُ |
يُرِيدُ الرُّمْحُ صَدْرَ أَبِي بَرَاءٍ | وَيَرْغَبُ عَنْ دِمَاءِ بَنِي عَقِيلِ |
إِنَّ دَهْرًا يُلِفُّ شَمْلِي بِجُمْلٍ | لَزَمَانِ يَهُمُّ بِالْإِحْسَانِ |
فِي مَهْمَهٍ فلقت به هاماتها | فلق الفئوس إِذَا أَرَدْنَ نُصُولًا |
لَوْ أَنَّ اللُّؤْمَ يُنْسَبُ كَانَ عَبْدًا | قَبِيحَ الْوَجْهِ أَعْوَرَ مِنْ ثَقِيفِ |
فَازْوَرَّ مِنْ وَقْعِ الْقَنَا بِلَبَانِهِ | وَشَكَا إِلَيَّ بِعَبْرَةٍ وَتَحَمْحُمِ |
لَوْ كَانَ يَدْرِي مَا الْمُحَاوَرَةُ اشْتَكَى
وَهَذَا فِي هَذَا الْمَعْنَى كَثِيرٌ جِدًّا. وَمِنْهُ قَوْلُ النَّاسِ: إِنَّ دَارِي تَنْظُرُ إِلَى دَارِ فُلَانٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: (اشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا). وَذَهَبَ قَوْمٌ إِلَى مَنْعِ الْمَجَازِ فِي الْقُرْآنِ، مِنْهُمْ أَبُو إسحاق الاسفرايني وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ الْأَصْبَهَانِيُّ وَغَيْرُهُمَا، فَإِنَّ كَلَامَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَكَلَامَ رَسُولِهِ حَمْلُهُ عَلَى الْحَقِيقَةِ أَوْلَى بِذِي الْفَضْلِ وَالدِّينِ، لِأَنَّهُ يَقُصُّ الْحَقَّ كَمَا أَخْبَرَ اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ. وَمِمَّا احْتَجُّوا بِهِ أَنْ قَالُوا: لَوْ خَاطَبْنَا اللَّهُ تَعَالَى بِالْمَجَازِ لَزِمَ وَصْفُهُ بأنه متجوز
(١). الشطط: الجور والظلم يقول لا ينهى الظالم عن ظلمه إلا الطعن الجائف الذي يغيب فيه الفتل.
(٢). أي عنترة وتمام البيت:
ولكان لو علم الكلام مكلمي
[..... ]
(٢). أي عنترة وتمام البيت:
ولكان لو علم الكلام مكلمي
[..... ]