قَوْلُهُ تَعَالَى: فَسَوَّاها أَيْ خَلَقَهَا خَلْقًا مُسْتَوِيًا، لَا تَفَاوُتَ فِيهِ، وَلَا شُقُوقَ، وَلَا فُطُورَ. (وَأَغْطَشَ لَيْلَها) أَيْ جَعَلَهُ مُظْلِمًا، غَطِشَ اللَّيْلُ وَأَغْطَشَهُ اللَّهُ، كَقَوْلِكَ: ظَلِمَ [اللَّيْلُ «١»] وَأَظْلَمَهُ اللَّهُ. وَيُقَالُ أَيْضًا: أَغْطَشَ اللَّيْلُ بِنَفْسِهِ. وَأَغْطَشَهُ اللَّهُ كَمَا يُقَالُ: أَظْلَمَ اللَّيْلُ، وَأَظْلَمَهُ اللَّهُ. وَالْغَطَشُ وَالْغَبَشُ: الظُّلْمَةُ. وَرَجُلٌ أَغْطَشَ: أَيْ أَعْمَى، أَوْ شَبِيهٌ بِهِ، وَقَدْ غَطِشَ، وَالْمَرْأَةُ غَطْشَاءُ، وَيُقَالُ: لَيْلَةٌ غَطْشَاءُ، وَلَيْلٌ أَغْطَشُ وَفَلَاةٌ غَطْشَى لَا يُهْتَدَى لَهَا، قَالَ الْأَعْشَى:
وَيَهْمَاءَ بِاللَّيْلِ غَطْشَى الْفَلَا | ةِ يُؤْنِسُنِي صَوْتُ فَيَادِهَا «٢» |
عَقَرْتُ لَهُمْ مَوْهِنًا نَاقَتِي | وَغَامِرُهُمْ مُدْلَهِمٌّ غَطِشْ |
وَبَثَّ الْخَلْقَ فِيهَا إِذْ دَحَاهَا | فَهُمْ قُطَّانُهَا حَتَّى التَّنَادِي «٤» |
دَحَاهَا فَلَمَّا رَآهَا اسْتَوَتْ | عَلَى الْمَاءِ أَرْسَى عَلَيْهَا الجبالا |
(١). هذه الزيادة من اللسان عن الفراء قال: ظلم الليل بالكسر وأظلم بمعنى.
(٢). الفياد بفتح الفاء وضمها: ذكر البوم.
(٣). راجع ج ١ ص ٢٥٥.
(٤). مضى هذا البيت في ج ١٥ ص ٣١٠ بلفظ: سكانها. والمعنى واحد.
(٢). الفياد بفتح الفاء وضمها: ذكر البوم.
(٣). راجع ج ١ ص ٢٥٥.
(٤). مضى هذا البيت في ج ١٥ ص ٣١٠ بلفظ: سكانها. والمعنى واحد.