رحلاته ووفاته:
تلقى علومه الأولى عن شيوخ وعلماء القيروان، ورحل إلى مصر سنة ٣٦٨ هـ وعمره ١٣ سنة ودرس علوم الحساب والآداب مدة ست سنوات، ثم رجع إلى
القيروان سنة ٣٧٤ هـ واستكمل علوم القرآن والقراءة، ثم عاد إلى مصر ثانية سنة ٣٧٧ هـ، وحج إلى بيت الله الحرام وابتدأ بعلم القراءات سنة ٣٧٨ هـ إلى سنة ٣٧٩ هـ، ثم رجع إلى القيروان وحفظ القرآن ورحل إلى مصر ثالثة سنة ٣٨٢، ثم عاد سنة ٣٨٣ هـ وأقام مقرئاً ومدرسا وعمره ٢٨ سنة، ثم رجع إلى مكة سنة ٣٨٧ هـ مقيماَّ إلى سنة ٣٩٥ هـ سمع خلالها من أكابر علماء مكة، وحج أربع مرات متوالية، ثم عاد إلى بلده القيروان سنة ٣٩٢ هـ مروراً بمصر.
وكانت رحلته إلى الأندلس سنة ٣٩٩ هـ حيث جلس بمجلس النخيلة إلى أن نقله المظفر عبد الملك إلى جامع الزاهرة، ثم نقله محمد بن هشام إلى المسجد الجامع بقرطبة، أقام في قرطبة شطر حياته إلى أن وافته منيته سنة ٤٣٧ هـ ودفن بالربض.
وهكذا نخلص إلى أن مكياً قضى ١١ سنة بالقيروان بعد أول سفرة إلى مصر، و ١٠ سنوات بمصر، و ٤ سنوات في الحجاز، وبقية عمره وهي ٤٤ سنة في قرطبة.
صفاته وأخلاقه (١) وعقيدته وفقهه
أجمعت كتب التراجم على وصفه بالتواضع والزهد والصلاح وإجابة الدعوة، قال عنه صاحبه أبو عمرو أحمد المقرئ: "كان رحمه الله حسن الفهم والخلق جيد الدين والعقل (٢) يقول عنه الذهبي: "كان مع ذلك ديّناَ فَاضلاً تقيا صواما متواضعاً عالماً

(١) راجع ترتيب المدارك ٤/ ٧٣٨، الديباج ص ٣٤٦.
(٢) الصلة ٢/ ٥٩٧، بغية الوعاة ٢/ ٢٩٨.


الصفحة التالية
Icon