وتصديق ذلك في كتاب الله: ﴿هُوَ يَقْبَلُ التوبة عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصدقات﴾ و ﴿يَمْحَقُ الله الرباوا وَيُرْبِي الصدقات﴾ ".
وقال ابن مسعود: ما تصدق رجل بصدقة إلاّ وقعت في يد الله قبل أن تقع بيد السائل وهو يضعها في يد السائل، ثم تلا: ﴿أَلَمْ يعلموا أَنَّ الله هُوَ يَقْبَلُ التوبة﴾.
وقوله: ﴿وَقُلِ اعملوا فَسَيَرَى الله عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ والمؤمنون﴾، إلى قوله: ﴿والله عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾.
والمعنى: ﴿وَقُلِ﴾ يا محمد، لهؤلاء الذين اعترفوا بذنوبهم: ﴿اعملوا﴾، أي: اعملوا بما يرضي الله، ﴿فَسَيَرَى الله عَمَلَكُمْ﴾، وسيراه رسوله والمؤمنون، في الدنيا، ﴿وَسَتُرَدُّونَ إلى عَالِمِ الغيب والشهادة﴾، أي: تردون يوم القيامة، إلى الله الذي يعلم السر والعلانية، ﴿فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾، أي يخبركم بعملكم، ويجازيكم عليه جزاء المسحنين أو جزاء المسيء.