قاله أبو العالية.
[و] إنما جاء لفظ ﴿والناس أَجْمَعِينَ﴾ بلفظ العموم، وقد علم أن أهل دينهم لا يلعنونهم لأنهم وإن كانوا لا يقصدون باللعنة أهل دينهم فلا بد لهم أن يقولوا: " لعن الله الظالم " أو " الظالمين " فيدخل في ذلك كل كافر كائناً من كان.
ثم قال: ﴿وإلهكم إله وَاحِدٌ﴾. أي: معبودكم أيها الناس واحد، لا معبود غيره يستحق العبادة.
﴿الرحمن الرحيم﴾ / أي: الرحمن بجميع خلقه، الرحيم بأوليائه.
ومعنى " واحد " في صفته ونعته وأنه لا شبيه له ولا نظير. وليس معناه واحداً في العدد لأن كل مفرد من المخلوقات واحد في العدد، فالمعنى أنه من فرد واحد في الألوهية والقدرة والصفات [لا ثاني] له.
ثم قال: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار﴾ الآية.
هذه الآية فيها تنبيه من الله تعالى لخلقه على قدرته ونعمه. والآية دالة على


الصفحة التالية
Icon