ثم قال تعالى: ﴿أَمْ حَسِبَ الذين يَعْمَلُونَ السيئات أَن يَسْبِقُونَا﴾ أي: أحسب الذين يشركون بالله أن يعجزونا فلا تقدر عليهم، ساء الحكم الذي يحكمونه وقوله " ساء ما " يجوز أن تكون " ما " نكرة على تقدير ساء كثيراً يحكمون، كنعم رجلاً زيد.
ويجوز أن تكون معرفة على تقدير ساء الشيء يحكمون.
وأجاز ابن كيسان أن تكون ما والفعل مصدراً، أي: ساء حكمهم. ولكن لا يقع لفظ المصدر بعد ساء وإن كان الكلام بمعنى ذلك، كما نقول عسى أن تقوم، ولا يجوز عسى القيام، وهو بمعناه. فأجاز أن تكون ما زائدة، ولكنها سدت مسد اسم ساء.
ثم قال تعالى ذكره: ﴿مَن كَانَ يَرْجُو لِقَآءَ الله فَإِنَّ أَجَلَ الله لآتٍ﴾ أي: من كان يخاف يوم لقاء الله.
وقيل من كان يخاف الموت فليقدم عملاً يقدم عليه.
﴿فَإِنَّ أَجَلَ الله لآتٍ﴾ فهو الموت لا بدّ منه. وعمل يرجو على بابها بمعنى الطمع.