قلة غنائه عنكم مثل بيت العنكبوت في قلة غنائه عنها. ﴿وَهُوَ العزيز﴾ أي: في انتقامه ممن كفر به. ﴿الحكيم﴾ في تدبيره. و " من " في قوله: " من شيء " للتبعيض، ولو كانت زائدة للتوكيد بعد النفي لا نقلب المعنى. فما ليست نفياً، وهي بمعنى الذي.
ثم قال: ﴿وَتِلْكَ الأمثال نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ﴾ أي: وتلك الأشباه والنظائر نضربها للناس، أي: نمثلها للناس وتحتج بها عليها. ﴿وَمَا يَعْقِلُهَآ إِلاَّ العالمون﴾ أي: وما يعقل الصواب لما ضرب له من الأمثال إلاّ العالمون بالله وآياته. ثم قال تعالى: ﴿خَلَقَ الله السماوات وَالأَرْضَ بالحق﴾ أي: انفرد بخلق ذلك للحق.
﴿إِنَّ فِي ذلك لآيَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ﴾ أي: لعلامة وحجة على خلقه في توحيده وعبادته لمن آمن به. ثم قال تعالى: ﴿اتل مَا أُوْحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ﴾ أي: اقرأ يا محمد ما أنزل عليك من القرآن. ﴿وَأَقِمِ الصلاة﴾ أي: أدّها بفروضها وفي وقتها. ﴿إِنَّ الصلاة تنهى عَنِ الْفَحْشَآءِ والمنكر﴾.
قال ابن عباس: في الصلاة منتهى ومزدجر عن معاصي الله جلّ ذكره. وقال ابن مسعود: من لم تأمره صلاته بالمعروف وتنهه عن المنكر لم يزدد بها إلاّ بعداً من الله جلّ ذكره.


الصفحة التالية
Icon