متقرباً بذلك إلى الله، متعرضاً لعفوه مظهراً ما في قلبك بلسانك، شاهداً بذلك لله. ولست تخبر أحداً بشيء يجهله، فأنت غير مخبر على الحقيقة بشيء استقر علمه عندك، وليس ذلك العلم عند غيرك. وإذا قلت: " المال لزيد "، فأنت مخبر بما استقر علمه عندك مما ليس علمه عند غيرك. فاعرف الفرق بينهما.
فأما علة حذف الألف الثانية من " الله " في الخط ففيها أيضاً اختلاف.
قال قطرب: " حذف استخفافاً إذ كان طرحها من الخط لا يلبس.
وقيل: إنما حذفت الألف على لغة مَن يقول قال: " الله بغير مد، كقول الشاعر:
أقْبَلَ سَيْلٌ جَاءَ مِنْ عِنْدِ الله.... وقيل: حذفت الثانية لأن الأولى تكتفي عنها، وتدل عليها.
وقيل: إنما حذفت لئلا يشبه خط " اللات " في قول من وقف عليه بالهاء.