طيب، أنت إذا سمعت ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا﴾ [(٢٧٨) سورة البقرة] ذروا: ما تعرف أن معناها اتركوا؟ يحتاج إلى أن ترجع إلى تفسير؟ في ألفاظ مستفيضة يدركها الناس كلهم، وألفاظ.. ﴿وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء﴾ [(٣٣) سورة النور] كثير من الناس ما يعرف معنى البغاء، لا بد أن يرجع إلى معناه، إلى كتب التفسير، لا سيما التي تعتني بالأثر، بالمناسبة عامي من عامة الناس يعني في مقابل ما تقدم خطبت ابنته، فأجبرها على الزواج من شخصٍ لا تريده، فقال له أحد أبنائه وهو متعلم: هذا ما يجوز أن تجبر، لا تنكح البكر حتى تستأذن، قال: اترك عنك، الله -سبحانه وتعالى- يقول: ﴿وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء﴾ [(٣٣) سورة النور] إلى أن قال: ﴿وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ [(٣٣) سورة النور] يقول: أنا أريد هذه المغفرة، هي تقول: ما أبغي، وأنا أريد أن أكرهها على البغاء، نقول: الكلام متفاوت، الألفاظ متفاوتة منها ما يدرك، ومنها ما لا يدرك، الناس متفاوتون في مداركهم، أيضاً إذا لم يكن هناك سابق مطالعة في تفسير الآية، والآية محتملة لأكثر من معنى فاجتمع مجموعة من طلبة العلم على سبيل البحث لا على سبيل الجزم، فقال بعضهم: لعل المراد كذا، قال الآخر: لا، لعل المراد كذا، من غير جزم بأن هذا هو المراد هذا يسوغ عند أهل العلم، من غير جزم، إنما مجرد إيراد احتمالات، ثم الرجوع إلى الحقيقة، لما ذكر الرسول -عليه الصلاة والسلام- السبعين ألاف الذين يدخلون الجنة من غير حساب ولا عقاب، قال بعض الصحابة: لعلهم كذا، لعلهم كذا، بات الناس يدوكون، لعلهم كذا، لعلهم كذا، فخرج النبي -عليه الصلاة والسلام- ما عنّفهم، ولا قال: أنتم تشرحون النصوص، وتقعون في النصوص من غير علم، لكن كلهم من غير جزم، فإذا صدر الكلام بلفظ الترجي، فقيل: لعل المراد كذا، أو لعل الراجح كذا، كان الأمر أيسر.


الصفحة التالية
Icon