عليه في التفسير لكن ما عنده درس في القرآن، فينبغي أن يتخطى هذا الأمر، وإن كان تلقين الحروف وتصويب وتصحيح القراءة قد يحصل ممن دون الطبقة العليا، لكن ينبغي أيضاً أن يكونوا قدوات، يعني سمعت عن أساتذة في الجامعة دكاترة في الأحساء يقرئون القرآن ويلقنون القرآن وهذه منقبة حقيقةً يعني، صحيح أنها اندرست عندنا لكنها منقبة لهم، وما المانع أن يكون بداية الدرس تسميع وحفظ للقرآن وتصحيح للقرآن وشرح لبعض مفرداته؟ في أول الدرس ثم بعد ذلك تقرأ العلوم الأخرى؛ لأن القرآن ينبغي أن يكون منطلق لكل عالم وكل متعلم، ففيه كل ما يحتاجه طالب العلم، لكننا تربينا على غير هذا مع الأسف، وجعل القرآن لأناس يتخصصون به ويعتنون به، لكن القرآن هم كل مسلم، وقاسم مشترك لجميع المعلمين والمتعلمين، ما يمكن أن يستغني عنه أحد.
ثم قال: " ﴿وَفِي أَنفُسِكُمْ﴾ [(٢١) سورة الذاريات] آيات أيضاً" في الأرض آيات، في الأرض: خبر مقدم، جار ومجرور متعلق بمحذوف تقديره كائن أو مستقر، خبر مقدم آيات مبتدأ مؤخر، وسوغ الابتداء بالنكرة تقدم الخبر، يعني تأخيره يسوغ الابتداء به.

ونحو عندي درهم ولي وطر ملتزم فيه تقدم الخبر
﴿وَفِي أَنفُسِكُمْ﴾ [(٢١) سورة الذاريات] وهو أيضاً خبر مقدم أو متعلق بمحذوف خبر مقدم، آيات: تقدير المبتدأ محذوف مقدر "آيات أيضاً من مبدأ خلقكم إلى منتهاه، وما في تركيب خلقكم من العجائب" ﴿أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾ [(٢١) سورة الذاريات] يعني من الغفلة أن يطلب الإنسان الشيء البعيد ويترك القريب، يطلب وينظر إلى الشيء البعيد والذي بين يديه يتركه لا ينظر في خلقه، لا يتفكر في خلقه، ليرى العجب العجاب.


الصفحة التالية
Icon