يقول: ﴿أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾ [(٢١) سورة الذاريات] "ذلك فتستدلون به على صانعه وقدرته" والبصر كما يكون بالعين يكون أيضاً بالبصيرة، بالتفكر بالإمكان أن يتفكر الإنسان ويعتبر ويتعظ وهو تحت الأغطية في فراشه، يتأمل ويتدبر، ثم بعد ذلك إن فاضت عينه من بعد هذا الاعتبار وهذا التذكر فهنيئاً له ((رجل ذكر الله خالياً ففاضت عينه)) "فتستدلون به على صانعه وقدرته"
﴿وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ﴾ [(٢٢) سورة الذاريات] "أي المطر المسبب عنه النبات الذي هو رزق" في السماء الرب -جل وعلا- ﴿أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء﴾ [(١٦) سورة الملك] الرب -جل وعلا- في السماء، و (في) هذه بمعنى (على) ومنه ينزل كل خير وكل رزق، لا يختص ذلك بالنبات إنما كل الرزق من عند الله -جل وعلا- ينزل من جهة العلو، من جهة.. ، من الرب -جل وعلا-، وهنا يقول: ﴿وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ﴾ [(٢٢) سورة الذاريات] "أي المطر" هذا تفسير للعام ببعض أفراده، لماذا؟ لأن رزق مفرد مضاف وهو من صيغ العموم، جميع الرزق في السماء "أي المطر المسبب عنه النبات الذي هو زرق" فهو تفسير للعام ببعض أفراده.
﴿وَمَا تُوعَدُونَ﴾ [(٢٢) سورة الذاريات] "من المآب والثواب والعقاب أي مكتوب ذلك في السماء" مكتوب في اللوح المحفوظ، مكتوب في اللوح المحفوظ، والأمر به من لدن الله -جل وعلا-، وهو في السماء، وإن كان الرزق المباشر بعد نزول الأمر به من السماء يكون في الأرض؛ ليسهل تناوله من قبل المخاطب.