المقصود أنه يقول: طرحناهم في اليم يعني في البحر فغرقوا، وهو أي فرعون، ﴿مُلِيمٌ﴾ مليم: فعيل آت بما يلام عليه من تكذيب الرسل ودعوى الربوبية، وهو مليم: يعني آت ليست على وزن فعيل، مليم قالوا: آت بما يلام عليه، مليم: اسم من لام يلوم فهو ملوم، ملوم، وفعيل: يراد بها اسم المفعول، فهو ملوم، فقد أتى بما يلام عليه من تكذيب الرسل ودعوى الربوبية، فرعون الذي طغى وبغى وتجبر، وفعل ما فعل وادعى الربوبية وادعى الألوهية ﴿فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى﴾ [(٢٤) سورة النازعات] ﴿مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي﴾ [(٣٨) سورة القصص] ومع هذا يقول: مليم، آت بما يلام عليه، ويأتي في حق ذي النون يونس بن متى، مليم يأتي وصفه بأنه مليم آت بما يلام عليه، هذا طاغية متجبر، وهذا نبي مرسل، والنبي -عليه الصلاة والسلام- كما في الحديث يقول: ((لا تفضلوني على يونس بن متى)) هذا مليم، وهذا مليم، يعني هل الاشتراك في الوصف يقتضي الاشتراط في الفعل والجزاء؟ في السبب والجزاء؟ لا يلزم؛ لأن اللوم نسبي، اللوم نسبي، المشرك آت بما يلام عليه، الذي لا يصلي مع الجماعة آت بما يلام عليه، الذي يرتكب معصية آت بما يلام عليه، الذي يترك واجب آت بما يلام عليه، طالب العلم إذا نام الليل كله ولم يصل ملوم، مليم، يلام على هذا، فاللوم نسبي، اللوم نسبي، يعني دعونا في النوافل مثلاً لو أن معلماً يعلم القرآن مثلاً وحدد للطلاب حفظ ورقة كل يوم، فجاء الطلاب يحفظون ورقة غالبهم، وجاء واحد حفظ ورقتين، وجاء ثالث حفظ نصف ورقة صفحة، الذي حفظ نصف ورقة ألا يستحق اللوم؟ ألا يمكن أن يقال: مليم، يعني آت بما يلام عليه؟ ألا يؤنبه المعلم لأنه قصر؟ يلام، الذي يتراخى في طلب العلم وهو سنة يلام، لماذا يا فلان؟ فاللوم نسبي، وكل يلام على حسبه، وعلى حسب بمنزلته، إذا قصر عنها عما ينبغي أن يكون عليه من المستوى يلام، فيونس بن متى مليم، آت بما يلام عليه، وفرعون الطاغية الذي ادعى الربوبية والألوهية مليم، فلا يقال: وصف فرعون بمليم، ووصف يونس بن متى ذو النون بأنه مليم إذن حكمهما واحد؟ لا، الذي لا يحج الفرض مليم آت بما يلام عليه، لكن لو كان يحج كل سنة وأخر سنة ما حج


الصفحة التالية
Icon