حديث جبير بن مطعم يستدل به أهل العلم على أن الراوي في وقت التحمل لا يشترط فيه شرط، لا يشترط له شرط في وقت التحمل، إنما الشروط إنما هي في وقت الأداء، هذا كافر، ورواية الفاسق مردودة كما تقدم في سورة الحجرات، رواية الفاسق مردودة فكيف بالكافر؟ من باب أولى إذا كان المسلم الفاسق روايته مردودة، فالكافر من باب أولى، وعلى هذا فرواية الكافر، رواية الفاسق، رواية الصغير وغيرهم ممن لا تنطبق عليهم الشروط التي اشترطها أهل العلم في قبول الرواية لا تشترط حين التحمل، إنما تشترط حال الأداء إذا أراد أن يحدث غيره، نظر هذا المتلقي فإن كان ممن تنطبق عليه الشروط قبل منه وإلا فلا، أما وقت التحمل ليتحمل وليكن كافراً كما في حال جبير بن مطعم، وما جاء مما يتعلق بابن الديان هذا يهودي متطبب يحضر مجالس الحديث عند الحافظ المزي وغيره، فترددوا في كتابة اسمه في السامعين هذا يهودي قالوا: كيف يكتب اسمه في الطباق، وهو يهودي؟ الرواية للمسلمين، وإنما تقبل من المسلمين فكيف يكتب؟ فسئل شيخ الإسلام فقال: اكتبوا اسمه، وهذا ينفع في باب التأليف، وإن لم ينفع في باب الرواية إلا إذ أسلم، ومع ذلكم أسلم الرجل وصار يحدث بما سمع، قبل عنه الحديث، يهودي.
على كل حال قصة جبير بن مطعم وراويته لهذا الخبر مسطرة في الصحيحين وغيرهما، ودل على صحة الرواية حال الكفر، وأما الأداء لا بد أن يكون أهلاً للرواية.
يقول الله -جل وعلا-: ﴿وَالطُّورِ﴾ [(١) سورة الطور] أولاً: سورة الطور مكية تسع وأربعون أية، تسع وأربعون أيةً وعلى عد البسملة منها أية تكون خمسون أية على الخلاف المعروف بين أهل العلم.
هل تعد البسملة آية وليست بآية؟ على ما ذكرناه فيما تقدم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الكلام على البسملة في معناها وإعرابها والخلاف فيها تقدم في مناسبات كثيرة، ومن سمع تفسير سورة الفتح سمع شيئاً من التفصيل فيها.