وقلنا: إن التنصيص على بعض أفراد العام لا يقتضي التخصيص، هذه روضة من رياض الجنة، فحلق الذكر، حلق العلم هذه روضة من رياض الجنة، وهي أولى ما يدخل النص؛ لأنها منصوص عليها بالتخصيص والتعيين.
يقول: ﴿وَالطُّورِ﴾ [(١) سورة الطور] "أي الجبل الذي كلم الله عليه موسى" وجاء ذكره في مواضع من القرآن. ﴿وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ﴾ [(٢) سورة الطور] كتاب الذي هو المكتوب، والكتاب مصدر أصله يراد به المكتوب، مصدر كتب يكتب كتابةً كتباً وكتاباً هذه مصادر كتب، والأصل في المادة الجمع يقال: تكتب بنو فلان إذا اجتمعوا، وقيل: لجماعة الخيل كتيبة، ومنه الكتابة لاجتماع الحروف والكلمات، والمراد المكتوب المسطور المكتوب الـ ﴿مَّسْطُورٍ﴾ يعني كتب أسطر، والمراد به إما اللوح المحفوظ، أو التوراة لمناسبة الطور، وقد كتبها الله -جل وعلا- بيده، كتبها بيده، أو القرآن، أو جميع الكتب الإلهية.
﴿وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ﴾ [(٢) سورة الطور] أو يراد بذلك الكتب عامة كما أقسم بالقلم، والمراد بالكتاب هنا المكتوب الجامع لما فيه من علوم، ﴿مَّسْطُورٍ﴾ يراد به مكتوب، مسطور مكتوب، كتاب هو المكتوب، ومسطور يعني مكتوب أسطر، فإذا قلنا: إن المراد بالكتاب؛ لأن الكتاب يطلق ويراد به الكتابة، ويراد به المكتوب، كما أن القرآن يطلق على القراءة، ويطلق على المقروء وكذلك الكتاب، ﴿مَّسْطُورٍ﴾ يعني مكتوب أسطر كما هي العادة في الكتاب يكتب أسطر، السطر الأول، الثاني، كلمة، كلمتين، ثلاثة، أربع، عشر تشكل سطراً، ثم بعد ذلك الذي يليه، ثم الذي يليه، والمسطور هو المكتوب، وهو أيضاً المزبور، كثيراً ما يقرأ يعني في المخطوطات زبره يعني- كتبه في فلان بن فلان- يعني كتبه، والزبر الكتب.


الصفحة التالية
Icon