﴿أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ﴾ [(٣٩) سورة الطور] أم له -جل وعلا- الجنس الأضعف ولكم الجنس الأقوى، البنات في الغالب هن الأضعف، والبنون هم الأقوى، وإذا كان الأمر كذلك فلتتصدوا له إذا كان معكم القوة، وناصره ضعيف تصدوا له ﴿أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ * أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُم مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ﴾ [(٣٩ - ٤٠) سورة الطور] هل تسألهم من جراء دعوتك إياهم، هل تسألهم أجرة إذا دعوت أحداً قلت: هات، تفرض عليهم أجرة فيستثقلونها ولو قلت؟ ولا شك أن ما كان من هذا النوع ثقيل، يعني لو تذهب إلى بلد فقير ثم تدعوهم وعندهم مخالفات، تدعوهم الاستجابة قليلة، وإن طلبت منهم مالاً وهم في مقابل دعوتهم فالاستجابة أقل، لكن إن بذلت لهم المال فالاستجابة أكثر؛ لأنهم منشغلون بعيشهم، فإذا كفيتهم المؤنة استجابوا لك، وإذا دعوتهم وبينت لهم، ووضحت لهم ما ينفعهم وما يضرهم في دينهم ودنياهم استجاب من كتب الله له الهداية، وأعرض من كتبت عليه الشقاوة، وإذا طلبت منهم مالاً في جراء هذا الدعوة الاستجابة نادرة وقليلة جداً ﴿فَهُم مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ﴾، تجد ما يطلب لله -جل وعلا- ثقيل، يعني من الصعب جداً على كثير من الأغنياء والأثرياء إلا من الله عليه، أن تطلب منه الزكاة نسبة اثنين ونصف بالمائة، لكن السعي تجده يبذله، والنفس منشرحة منقادة، اثنين ونصف بالمائة ولو طلبت أكثر من ذلك لبذل، ثم إذا حاز هذا المال قلت له: اثنان ونصف بالمائة زكاة تأخر تردد ﴿فَهُم مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ﴾.