﴿مَا كَذَبَ﴾ [(١١) سورة النجم] وما كذّب، "بالتخفيف والتشديد، أنكر" ﴿الْفُؤَادُ﴾ [(١١) سورة النجم] ما كذب، يعني ما أنكر الفؤاد "فؤاد النبي -صلى الله عليه وسلم-" ﴿مَا رَأَى﴾ "ببصره من صورة جبريل"، ما كذب الفؤاد ما رآه، والمراد بالفؤاد القلب، قلب النبي -عليه الصلاة والسلام- ما أنكر الشيء الذي رآه؛ لأن الإنسان قد يرى شيء يهوله فيقول: أبداً هذا ليس بحقيقة؛ لأن الناس أعداء لما يجهلون، أعداء لما يجهلون، فتجد الشيء أمامك بين عينيك، تراه وتبصره ينكره قلبك؛ لأن هذا شيء ما اعتدته، وإذا كان الناس ينكرون بعض المخترعات، الساعة أول ما صنعت ألف فيها هل هي سحر أو صناعة؟ ثم بعد ذلك أخذ الناس عليها فعرفوا أنها صناعة، ولا يعني هذا أن المسألة مختلطة لا يفرق بين التخييل وبين السحر الذي له حقيقة وبين الأمور التي يفعلها البشر إما خوارق وإما كرامات وإما معجزات بالنسبة للأنبياء، أو خفة بالنسبة لبعض المحترفين، لكن مع ذلك إذا خرج عن مقدور البشر وطاقة البشر يجب أن يتثبت فيه؛ لئلا يختلط الحق بالباطل، وينظر إلى هذا الفاعل، وتقاس أفعاله بالشرع، فإن كان مقتفياً مقتدياً فلا شك أن مثل هذه الأمور تكون كرامات يجريها الله على يديه وإلا فهي خوارق شيطانية يجريها الشياطين على يديه، وكتاب الفرقان لشيخ الإسلام وضح مثل هذه الأمور.


الصفحة التالية
Icon