إذا كانت الحافظة تسعفه بحيث ينجز حفظ القرآن في مدة قصيرة فهذا أولى ما يعنى به طالب العلم ليضمن حفظ القرآن؛ لأنه كلما تقدمت به السن وكثرت عليه المشاغل فإنه يصعب عليه حينئذٍ حفظ القرآن، ولو حفظه بعد تقدم سنه فإنه يصعب عليه استحضاره في أوقات الحاجة، بخلاف ما إذا حفظ وهو صغير، يصعب عليه الاستنباط منه والاستدلال به والاستشهاد به في أوقات الحاجة إذا حفظه في الكبر، أما إذا حفظه في الصغر فإنه يذلل به لسانه ويستحضره متى شاء، لا سيما إذا عود نفسه على فهم القرآن والاستنباط من القرآن، فإن كانت حافظته لا تسعف بحيث يفوته الوقت وهو يعاني من حفظ القرآن، ثم بعد ذلك يضيع عليه وقت التحصيل، فمثل هذا يحفظ القرآن بالتدريج، يعني في كل يوم يحفظ آيتين ثلاث بقدر حافظته، وينظر في المتون الأخرى، ذكرنا مراراً أن طريقة المغاربة تختلف عن طريقة المشارقة في هذا، فالمغاربة يضمنون حفظ القرآن قبل كل شيء، يضمنون حفظ القرآن قبل كل شيء، ما يدخلون عليه أي علم من العلوم، وهذا لا شك أنه مكسب لطالب العلم إذا ضمن حفظ القرآن، ولو لم يقدر له علم، ولو عاش عامياً بعد أن ضمن حفظ القرآن، فهو على خير كثير، وطريقة المشارقة يحفظون القرآن بالتدريج، يحفظون القرآن بالتدريج، ويحفظون معه علوم أخرى من صغار العلم، في مرحلة المبتدئين، كتب المبتدئين، ثم المتوسطين وهكذا.
يقول: ما هي الكتب التي يستطيع طالب العلم قراءة شروحها بمفرده؟