﴿حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ﴾ [(٥) سورة القمر] فما تغني "تنفع فيهم" النذر جمع نذير بمعنى منذر، النذر جمع نذير ولو جاءهم كل يوم نذير جديد ما......... ﴿وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ﴾ [(١٠١) سورة يونس] فما تغني يعني ما تنفع فيهم، ولا تفيد فيهم، ولا ينتفعون بها، والنذر جميع نذير بمعنى منذر أي الأمور المنذرة لهم، والعاقل ينظر إلى النذر نظر عيان، مما يمر به في جميع أحواله يعتبر، يدكر، يتعظ من كل ما يمر به، كل شيء يضعه على باله، ﴿وَجَاءكُمُ النَّذِيرٍُ﴾ [(٣٧) سورة فاطر] الشيب نذير، موت القريب نذير، موت البعيد نذير، موت الولد نذير، موت الأب نذير نذر، قد يقول قائل: والله أنا شاب فتى في العشرين في الثلاثين في الأربعين من العمر وأرى الناس يعمرون إلى المائة، لكن انظر إلى الوفيات واحضر إلى الأماكن التي يصلى فيها على الجنائز، ترى أن موت الشباب والأطفال أكثر من موت الشيوخ، واقرأ في الصحف التي تنشر فيها هذه الأخبار تجد لا سيما في الأيام الأخيرة نرى الموت بين الثلاثين إلى الأربعين أكثر من غيرهم، يعني المسألة مسألة تتبع، انظر ما ينشر في الصحف تجد الكثير يعني نادراً تجد مات عن ثمانين سنة عن تسعين سنة قليل هذا، تجد أطفالاً بالعشرات مواليد، وتجد شباباً كثير، الحوادث وما أشبهها هذا أيضا كثر في أخر الزمان فليس هناك عذر لأحد، ولا مستمسك لشخص، يقول: أنا والله ما زلت شاباً وأعمار الأمة بين الستين والسبعين، أنا باقي على السبعين خمسين سنة نعم هذا كثير يعني بالنظر إلى من يجاوز ذلك الذي يجاوز قليل، لكن من يموت دون ذلك كثير، وشخص بلغ الستين من عمره لا يصلي -نسأل الله العافية- ولم يتزوج فذهب إليه قريب له في بلد غير بلده ذهب إليه ووعظه وذكره، وقال: أنت في الستين الآن، وأعمار الأمة بين الستين والسبعين، ولا تدري متى يفاجؤك الأمر؟ أنت لو تصلي لتكون من أهل الجنة، وتتزوج شخصاً يرثك ويدعوا لك، فقال: له يا فلان، كم عمري والدي يوم ما مات؟ قال: ما عليك من والدك، قال: ليش ما علي، كم عمره؟ قال: مائة وعشرين صحيح، مائة وعشرين، كم عمر عمي؟ قال: مائة وعشرة، كم


الصفحة التالية
Icon