والقول المرجح عند أهل العلم أن مكي ما نزل قبل الهجرة ولو كان نزوله خارج مكة، والمدني ما نزل بعد الهجرة ولو نزل بمكة عام الفتح أو حجة الوداع يقال له مدني لماذا؟ لأنه ليس المقصود المكان، المكان ليس مقصوداً، وإنما المقصود معرفة المتقدم من المتأخر، ومعرفة ذلك بالزمن، والزمن إنما يكون في وقت محدد، واصطلح العلماء على الهجرة في كثير من أمور الدين، ومنها معرفة المكي من المدني، ما نزل قبل الهجرة مكي، وما نزل بعد الهجرة مدني، وما نزل في وقت الهجرة أثناء الهجرة ينص عليه عند أهل العلم؛ لأنه في البرزخ بين المكي والمدني، مكية إلا ﴿سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ﴾ ٍ [(٤٥) سورة القمر] ومنهم من يقول: إلا ثلاث آيات ﴿سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ﴾ الآية، الآيةَ يعني أكمل الآية، الحديثََ يعني أكمل الحديث.
﴿سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ﴾ [(٤٥) سورة القمر] وهي خمس وخمسون آية على خلاف بينهم في العد، على اعتبار البسملة آية من السورة أو ليست بأية، والخلاف بين أهل العلم معروف في مسألة البسملة، هل آية من كل سورة؟ أو هي أية واحدة نزلت في الفصل بين السور، أو أية من الفاتحة فقط، أو ليست بآية مطلقا؟ بعد إجماعهم على أنها بعض آية من سورة النمل، وليست بآية في سورة التوبة، هذا محل اتفاق.
يقول -رحمه الله تعالى-: ﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ [(١) سورة الفاتحة]، الآية مثبتة إجماعاً في صدر السورة كما هو معروف ولا يحتاج إلى كلام.


الصفحة التالية
Icon