قد يكتفي ببعض المواطن عن بعض التي يرى أنه ليس فيه زيادة وهذا الاكتفاء ليس بجيد، بل على طالب العلم أن يجمع أطراف القصة الواحدة من جميع القرآن؛ لأن هذه القصة تأتي مختصرة في موضع، تأتي مطولة في موضع أخر، تأتي متوسطة في موضع ثالث وهكذا، فالتصور التام لهذا القصة وتمام الإفادة من عبر هذه القصة إذا تصورت في المواطن كلها، والربط بين هذه المواضع في القصة الواحدة لا شك أنه ينير الطريق لطالب العلم، فيبدأ بقصة آدم وما حصل له من مبدأ خلقه إلى نهايته، يتصور تصوراً كاملاً لهذه القصة ويقرأ ما كتبه أهل العلم من الثقات كالحافظ ابن كثير مثلاً في هذه القصة؛ لأنه يجمع إلى ما جاء في القرآن ما جاء في الحديث والأثر، فقصص القرآن للحافظ ابن كثير مهم جداً بالنسبة لطالب العلم، مع أن طالب العلم عليه أن يستخلص هذه القصة في مواطنها المتعددة من القرآن بنفسه ولا يعتمد على أحد، وهذا أمر متيسر يعني القرآن يمكن الإحاطة به بآياته، وهو يقرأ يصنف القصص ما يتعلق بآدم يضعه في موضع واحد، ما يتعلق بنوح يضعه في موضع واحد، هود كذلك، صالح كذلك إلى آخره ليكون تصوره دقيق، ولا يقع فيما وقع فيه بعض من علق على فتح الباري، البخاري وقع فيه بالنسبة لقصص الأنبياء تقديم وتأخير، والحافظ ابن حجر يذكر عن أبي الوليد الباجي أن نسخة البخاري في هذا الموضع كانت غير محبوكة يعني غير مجلدة-أوراق-، فسقطت بعض الأوراق ووضعت في غير محلها وحصل التقديم والتأخير.


الصفحة التالية
Icon