لذلك التعليم النظامي مثل ما قلنا مراراً إنه لا يخرج علماء، نعم يخرج طالب علم هذا المتميز من هؤلاء الطلاب، يخرج طالب العلم يستطيع التعامل مع الكتب بحيث يستطيع أن يتابع التحصيل بنفسه، ولذلك كثير من طلاب العلم لما تخرجوا من الكليات الشرعية وباشروا الأعمال وجاء المحك والامتحان وجدوا أنفسهم محرجين، يسألونهم الموظفين في هذه الدائرة، والطلاب في المدارس، وكذا الجماعة في المسجد هذا تخرج من كلية الشرعية هذا شيخ، ثم بعد ذلك لا شيء، ما عنده شيء، يعني شيء يذكر مما يسأل عنه وإلا قد يكون عنده شيء، لكن ما يسأل عنه ثم بعد ذلك يحبط في نفسه ويتحسر، فإما أن يبدأ الطلب من جديد أو يقول: بلاش من العلم الذي أمضينا فيه بضعة عشرة سنة ثم لا شيء النهاية، فعلى الإنسان أن يهتم بنفسه، ويؤصل نفسه، ويقرأ الكتب كاملة، ويحضر شرح الكتب كاملة عند أهل العلم، ولا يقتصر على الدراسة النظامية، وإن كان بعض الناس ينتقد كلمة نظامية للمدارس والجامعات الرسمية ينتقد كونها نظامية؛ لأنه يفهم من ذلك أن دروس المساجد فوضوية.
إذا كانت هذه منظمة ونظامية فمفاد هذه الكلمة أن الدروس في غير المدارس والجامعات فوضوية؛ لأن النظام والأصل فيه الانتظام وما عدا الانتظام فوضى، وهذا لا يفهم لا من قريب ولا من بعيد، لكن أبداه بعض الناس فينبه عليه لا، لا الانتظام في دروس المساجد أكثر؛ لأنه يبدأ فيها الكتب من أولها إلى أخرها، ما يترك فيها فجوات كما هو في الدارسات الرسمية؛ لأنها غير محدودة بوقت، نعم قد يكون من طبائع بعض الشيوخ شيء من عدم الانتظام، قد يكون في طبيعة بعض الطلاب شيء من عدم الانتظام هذا موجود، لكن الأصل في دروس المساجد ما تحدد بوقت، فتكمل الكتب ولا يقال: والله هذا وقت ضاق علينا فنترك هذا الباب، لا لأنه ما في وقت محدد، قد يمر هذا في الدراسات الرسمية لكن في الدراسات أو في الدروس المساجد لا.
كذبت عاد نبيهم هوداً ﴿فكيف كان عذابي ونذر﴾ ﴿فكيف كان عذابي﴾ هذا السياق مختصر جداً، وفيه طي وحذف قدره المؤلف بقوله: " فعذبوا " ﴿فكيف كان عذابي ونذر﴾ هذا إجمال "أي إنذاري"