﴿مَسَّ سَقَر﴾ -نسأل الله العافية-، و ﴿سَقَر﴾ اسم من أسماء النار، ﴿ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ﴾ ممنوع من الصرف؛ لأنه علم من الأعلام بالنسبة للنار، وهي مؤنثة علمية وتأنيث فهو ممنوع من الصرف.
﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ﴾ [(٤٩) سورة القمر] "منصوب بفعل يفسره" خلقناه، ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ﴾ الأصل إننا، إنا دخلت على نون ناء المتكلم والأصل أنها للجمع، والعرب تؤكد فعل الواحد بضمير الجمع، ﴿إنا﴾ أصلها إننا، وناء بالنسبة للجماعة المتكلمين، لكن العرب تؤكد فعل الواحد بضمير الجمع، وهذا ذكره الإمام الحافظ في صحيحه في تفسير سورة ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ﴾ [(١) سورة القدر] العرب تؤكد فعل الواحد بضمير الجمع، ﴿إِنَّا كُلَّ﴾ "منصوب بفعل يفسره" خلقناه، يعني إنا خلقنا كل شيء، ﴿خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾ ﴿بِقَدَرٍ﴾ يعني "بتقدير"، وفي هذا إثبات للقدر والإيمان به ركن من أركان الإيمان لا يصح إلا به، وظهر في أواخر عصر الصحابة من ينكر وينفي القدر، ويزعمون أن الأمر أنُف كما جاء في صحيح مسلم من حديث ابن عمر، وابن عمر قال: أخبرهم أنهم لو أنفقوا مثل أحد ذهب لم يتقبل منهم حتى يؤمنوا بالقدر، فالإمام بالقدر معروف ركن من أركان الإيمان.
ورأي أهل السنة والجماعة فيه وسط بين القدرية النفاة مجوس هذه الأمة، وبين الجبرية، أولئك ينفون القدر وأن الله -جل وعلا- لا يعلم الأشياء قبل وجودها، ولم يقدر على أحد شيئاً، والإنسان يتصرف بكامل الحرية، وله مشيئة وإرادة مستقلة عن إدارة الله ومشيئته، فيثبتون خالقاً مع الله -جل وعلا-، والجبرية على الضد من ذلك يرون أن الإنسان مجبور، وأن تصرفات المكلف وغير المكلف إنما هي كحركة ورق الشجر في مهب الريح ليس له أي دور في أعماله.


الصفحة التالية
Icon