﴿وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ﴾ [(٧) سورة الرحمن] من أجل العدل، وضع الميزان ليتعامل به الناس، ووضعه أيضاً يوم القيامة ﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ﴾ [(٤٧) سورة الأنبياء] فمن أجل العدل وضع الميزان، وضعه بالنسبة إلى الخلق فيما بينهم، وبالنسبة لوزن أعمالهم، ووزنهم أو وزن بعضهم يوم القيامة، فيؤتى بالرجل السمين يوم القيامة فلا يزن عند الله جناح بعوضة، فأحياناً يكون الموزون العمل، وأحياناً يكون الموزون العامل، وأحياناً يكون العامل مع عمله.
﴿أَلَّا تَطْغَوْا﴾ [(٨) سورة الرحمن] "أي: لأجل أن لا تجوروا" لأجل أن لا تجوروا، ﴿أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ﴾ [(٨) سورة الرحمن] من أجل إيش؟ ألا تجوروا، ولا تظلموا غيركم، والطغيان مجاوزة الحد، لو لم يوجد هذا الميزان وقلت له: أعطني بمبلغ كذا من هذا التمر أو من هذا البر فلا يؤمن أن يطغى البائع أو الشاري، فالبائع يطفف ويعطيه أقل مما يستحق، وإن ترك الأمر للمشتري زاد في الكمية، لكن وجد هذا الميزان من أجل ألا تطغوا، ألا تطغوا أي لأجل ألا تجوروا في الميزان، يعني ما يوزن به، ذو الكفتين، الميزان له كفتان، واحدهما، أو واحدتهما إيش؟ كفة، وبالنسبة لما يوضع في الثوب يقال له: كُفة، يقولون: كل مستدير كِفة، وكل مستطيل كُفة.
﴿وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ﴾ [(٩) سورة الرحمن] "بالعدل" وأقيموا الوزن بالقسط يعني بالعدل، وكرر الأمر بالعدل والوزن والميزان ولئلا تطغوا، ولئلا تجوروا، كل هذا من أجل بيان شناعة الظلم والبغي والطغيان؛ لأنه هو المقابل للعدل.
﴿وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ﴾ [(٩) سورة الرحمن] أقيموا الوزن بالقسط، بالعدل، لا يزيد، الأصل أن لسان الميزان مستوي، لسان الميزان مستوي لا يزيد ولا ينقص، هذا الأصل، هذا العدل، لكن هناك فضل، تجد بعض الناس إذا وزن ما يجعل لسان الميزان مستوي ينزل شوية وهذا فضل، أما بالنسبة لو عكس وجعل الموزون أخف من المطلوب هذا تطفيف -نسأل الله العافية-.