إليها يعرفها فيما بعد -إن شاء الله تعالى- فمراعاة حال هؤلاء وهذه نصيحة لإخواننا الذين يتولون تعليم القرآن بالنسبة للكبار سواءً من الرجال أو من النساء أن يرفقوا بهم، ويعاملوهم على حد أو على حسب ما يطيقون؛ لأن البديل الترك، الترك ليس بحل، البديل لهؤلاء الترك أن يتركوا تعلم القرآن، وهذا ليس بحل، وكونهم يدركون ما يدركون منه على أي وجه لا يدخل في المحظور بركة.
القرآن مصون من الزيادة والنقصان وهنا يقول: "ست أو ثمان وسبعون آية" لا زيادة حرف ولا نقص حرف، إنما الاختلاف في عد البسملة آية فيكون الفرق آية واحدة، وعد ﴿الرَّحْمَنُ﴾ [(١) سورة الرحمن] آية مستقلة، أو بعض آية، فيكون ﴿الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ﴾ [(١ - ٢) سورة الرحمن] آية، وهذا في جميع القرآن، يعني العد البصري والعد الكوفي والعد كذا على حسب ما يرون في البسملة، وفصل بعض الآيات عن بعضها، بعضهم يجعل الآية آيتين، وبعضهم يجعلها آية واحدة، مثل الفاتحة الآن، الفاتحة سبع آيات ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي﴾ [(٨٧) سورة الحجر] سبع آيات، وتجدون في المصاحف بعضها البسملة معدودة والعدد سبع، وفي بعضها البسملة غير معدودة والعدد سبع، والسبب ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ﴾ [(٧) سورة الفاتحة] إما أن تكون آية كاملة أو نصف آية، فإن عددنا البسملة قلنا: نصف آية، وأكملنا إلى آخر السورة آية واحدة، وإذا قلنا: البسملة آية.. ، إذا قلنا: إنها آية عددنا الآيتين ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ﴾ [(٧) سورة الفاتحة] آية واحدة، وإذا قلنا: البسملة ليست بآية، وبدأنا من ﴿الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [(٢) سورة الفاتحة] الأولى قسمنا هذه الآية إلى آيتين، وهذا أمر معروف، وهذا لا يتأثر به القرآن، القرآن مصون من الزيادة والنقصان، يعني العد هذا لا تأثير له، لكن الإشكال أن يفهم أنه ما دام قال واحد: ست وسبعين وقال: ثمان وسبعين الفرق آيتين وين راحت الآيتين؟ أين ذهبت الآيتان؟ لا، لا ما ذهب شيء ولا يحتمل زيادة ولا نقصان إنما مرد الخلاف هذا.


الصفحة التالية
Icon